ترك برس

في الوقت الذي ارتفع فيه عدد المهاجرين الأفارقة في تركيا مؤخرا، فإن مساهمتهم في الاقتصاد المحلي والتجارة الدولية قد نمت أيضا، فإن متاجر رجال الأعمال اﻷفارقة الناجحين تجذب عيون السكان المحليين في مدينة إسطنبول التركية، التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 15 مليون نسمة.

وفي حديث لصحيفة حرييت التركية، قال ماهر شاول، الخبير في القضايا اﻷفريقية وأستاذ علم الإنسان في جامعة إلينوي في الولايات المتحدة: "أقدر عدد الأفارقة في إسطنبول بنحو 150 ألفًا، يشكل السنغاليون أكبر نسبة منهم، وفي مرحلة ما كان الصوماليون أكثر من غيرهم، لكنهم هاجروا إلى بلدان ثالثة كلاجئين،والنيجيريون يتبعون السنغاليين، وإن عددا قليلا فقط من مئات وآلاف اللاجئين الذين ذهبوا إلى أوروبا في عام 2015 كانوا من السنغاليين أو النيجيريين".

وأضاف شاول: "أولئك الذين يدرسون في تركيا هم الأكثر نجاحا، يساعدون التجار في مخازن النسيج خلال فترة دراستهم، ثم يقومون بفتح متاجرهم الخاصة وتوسيع أعمالهم. وجميعهم يحلمون بإنشاء شركة الشحن السريع الخاصة به، وهم يعملون مع شركاء أتراك ﻷنهم بحاجة إلى تصاريح إقامة وعمل. كما أن عوائد الضرائب هي أكبر مصدر دخل لهم لأن السلع التي يرسلونها هي صادرات في الوقت نفسه".

تقوم شركات الشحن اﻷفريقية غالبا بتصدير منتجات المنسوجات واﻷثاث والحديد والمواد الطبية واﻹنشائية.

أوضح شاول أنه "على الرغم من وجود موارد واسعة في أفريقيا، إلا أن الصناعة فيها ضعيفة للغاية. كان معدل النمو الاقتصادي في أفريقيا 7 في المئة في السنوات الـ15 الماضية. وكان هناك ازدهار في الاستهلاك والبناء. وقد أعقب الانفتاح الدبلوماسي التركي تفاعل اقتصادي. كما أن الطلاب الأفارقة ساهموا في دفع عجلة التجارة".

ومع ارتفاع عدد المطاعم ومحلات الحلاقة والكنائس الأفريقية في إسطنبول، امتد السكان اﻷفارقة من منطقة "كوم كابي" و"طارلاباشي" إلى جميع مناطق إسطنبول تقريبا.

قصص نجاح رجال أعمال أفارقة في تركيا

يملك رجل الأعمال السنغالي محمد ندياي، شركة الشحن "غولف كارغو"، ولديه مكتب في منطقة الفاتح.

انتقل محمد إلى إسطنبول في عام 2010، بعد فشل شركاته في بلده. ويقول عن بداية حياته: "عندما وضعت قدمي في إسطنبول، كان في جيبي 240 دولارا فقط، كنت أرتدي ملابس رقيقة وشعرت بالبرد الشديد، ﻷنني لم أكن أعرف شيئًا عن تركيا، ومكثت في فندق بايزيد مثل جميع السنغاليين اﻵخرين".

وتابع محمد قائلًا: "كان الجميع يعمل في تجارة بيع الساعات، التي أصبحت جزءا منهم، كنا نشتري الساعات من منطقة بايرام باشا ونبيعها في الساحات العامة، وأقمت مركزا لرعاية الأطفال السنغاليين الذين لم يلتحقوا بالمدرسة، ثم وجدت وظيفة في محل لبيع الهواتف، وقابلت العديد من الناس واكتسبت ثقتهم وأصبحت شريكا".

كانت شركته تقوم بشحن البضائع إلى دول مثل السنغال والغابون، ويساعد أيضا في مشاريع البناء في أفريقيا بمساعدة المقاولين الأتراك، وقد فازت شركة تركية بالمناقصة بشان اﻷعمال الميكانيكية والديكورية في مطار غينيا.

أما دانيال كامبا كونيبا، من مواليد جمهورية الكونغو الديمقراطية، فقد اشترى منزلا في عام 2016، بمنطقة اسنيورت باسم شركته أليانر كارغو، ﻷن مواطني بلاده غير مسموح لهم بشراء عقارات في تركيا.

كان كونيبا يبيع السلع إلى أنغولا والكونغو من إسطنبول منذ عام 2010، بعد إعجابه بالمنتجات التركية التي اشتراها في دبي. وعن ذلك يقول: "كان كل شيء رخيصًا جدًا وعالي الجودة، يا إلهي!، هذا رائع". باع كونيبا جميع القطع التي جلبها من تركيا لأول مرة خلال عشرة أيام فقط.

وأخيرًا، تخرّج ألسيني ديالو، وهو مواطن من غينيا، من كلية إدارة الأعمال بجامعة إسطنبول، وأنشأ شركة شحن منذ ستة أشهر. وقد عمل في مجال شحن الأغذية والمنسوجات ووقود الديزل وقطع الغيار إلى غينيا.

يقول ديالو عن تجربته: "في البداية كان الأتراك يخافون من السود، كان من الصعب العثور على مكان للإيجار، ثم حدث تطور إيجابي، فقد أدرك الأتراك ان الأفارقة لا يقومون بأعمال قذرة"، وأنهم في الحقيقة رجال أعمال.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!