أوكاي غونينسين - صحيفة وطن - ترجمة وتحرير ترك برس

بدأ رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان بتجربة نظام "شبه رئاسي" بصورة فعلية بعدما ترأس اجتماع الحكومة في القصر الجمهوري، وبهذا يحاول أردوغان وضع الخطوات الأولى لتطبيق هذا النظام، خصوصا لكونه أول رئيس جمهورية منتخب بصورة مباشرة من الشعب.

الشرط الأساسي لتفعيل النظام "شبه الرئاسي" هو أنْ يكون هناك تلاؤم وتوافق تام ما بين رئيس الجمهورية وبين رئيس الوزراء، وفي حال تعطّل هذا التوافق سيتعطل عمل هذا النظام، وهناك عدة أمثلة حصلت مرات عديدة في فرنسا، فتارة يكون رئيس الجمهورية من اليمين ورئيس الوزراء من اليسار، وتارة يكون العكس، فيعيشون أزمة حقيقية في قيادة البلاد.

وبما أننا نتحدث عن البدء "بتجربة" هذا النظام، فهذا الشرط ضروري أن يكون موجودا من أجل أن تكون التجربة ناجحة، وفعليا الآن هناك توافق وتلاؤم ما بين رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء، فكلاهما من حزب العدالة والتنمية.

لا شك أنّ انتخاب رئيس الجمهورية مباشرة من قبل الشعب، وكونه هو نفسه مؤسس الحزب الذي يشكل الحكومة، وأنّه يُنظَر إليه الآن كرئيس روحي ومعنوي له، لا شك أنّ كل تلك الأمور ستقوي وتعزز تفعيل النظام "شبه الرئاسي" بصورة سلسلة ومميزة.

وما يزيد من سهولة الانتقال إلى هذا النظام أيضا، هو عدم وجود معارضة حقيقية على الأرض للحيلولة دون الوصول إلى هدف حزب العدالة والتنمية، فالمعارضة الحالية مترهلة ولا تمارس السياسة كما يجب.

كما سيساعد نجاح الانتقال إلى نظام شبه رئاسي أو كما يُسمى نصف رئاسي لاحقا إما للانتقال إلى نظام رئاسي كامل، أو ربما يسير بصورة ممتازة دون وجود داعٍ لتغييره.

سيكون أردوغان صاحب الكلمة الأخيرة في حسم موضوع الانتقال إلى النظام الرئاسي أو البقاء على النظام شبه رئاسي، ومنذ مدة طويلة وفي أكثر من مرة وضّح لنا أردوغان أنه يؤمن بأنّ النظام الرئاسي هو الأمثل والأفضل لتركيا.

لكن قرار أردوغان لن يكفي، وإنما سيحتاج إلى تغيير ذلك في الدستور، ولإجراء التعديلات اللازمة على حزب العدالة والتنمية الفوز بنسبة تؤهله لذلك في الانتخابات العامة القادمة، فإذا فاز الحزب لوحده بأغلبية ساحقة تمكنه من تغيير الدستور، فسنكون حينها مع موعد لإنشاء دستور جديد للبلاد والانتقال بعدها إلى النظام الرئاسي.

الخطوة الأولى على طريق الانتقال إلى النظام الرئاسي اتخذها أردوغان يوم أمس، عندما ترأس اجتماع الحكومة في القصر الجمهوري، ولكن حتى ينتقلوا إلى الخطوة التالية عليهم توضيح المسألة للناس بشكل جيد، والتخلص من كل علامات الاستفهام التي تدور في أذهانهم حول النظام الرئاسي.

عن الكاتب

أوكاي غونينسين

كاتب في صحيفة وطن


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس