أوكاي غونينسين – صحيفة وطن – ترجمة وتحرير ترك برس

عندما نقرأ ونتابع تفاصيل الأحداث الأخيرة المتعلقة بالحملة التي شنتها الدولة على جماع غولن، يتبادر إلى ذهن العديد منا سؤال مشترك، وهو متى ستنتهي هذه الأمور؟

إذا أردنا معرفة أو توقع متى ستنتهي هذه الأمور، علينا الانطلاق من معرفة متى بدأت هذه الأحداث من الأصل، فلأول مرة وبعد زمن طويل من بقاء تركيا تحت الوصاية، تم استجواب عناصر من جماعة غولن في قضايا مراكز الشرطة وبتهمة محاولة الانقلاب على الحكومة التركية.

ما يحدث اليوم هو استمرار وامتداد لتلك الأحداث، من أجل فرض وصاية جديدة على الدولة التركية، من خلال الانتقال إلى مرحلة افتعال بعض الاحتجاجات، تهدف إلى إيقاف أهم حملة تقوم بها الدولة من أجل تعزيز مبادئ الديمقراطية داخل مؤسساتها.

سمعنا في الفترة الأخيرة ومنذ عدة أيام، العديد من الأحاديث والأقاويل، وتحديدا بعد ما بات يعرف بعملية 14-12 ضد جماعة غولن، لكن أيا من مسئوليهم –مسئولي جماعة غولن- أو المتحدثين باسمهم في تركيا لم يصرح بتصريح رسمي منذ تاريخ 7 شباط 2012.

بدأ الخلاف الحاد بين حزب العدالة والتنمية وجماعة غولن في ذلك التاريخ، بعدما أزاحت الجماعة عن وجهها الحقيقي واستخدمت نفوذها في الدولة، لتحاول اعتقال وزير الاستخبارات التركية أولا، ومن بعده رئيس الوزراء آنذاك رجب طيب اردوغان، على إثر انطلاق تجديد محادثات ومفاوضات عملية السلام مع الأكراد، فتلك الحادثة كانت نقطة مفصلية في العلاقة بين الطرفين.

نعم، تلك هي نقطة البداية، وبناء على ذلك، ستكون نقطة النهاية متعلقة بنفس الموضوع، فقد استغلوا أحداث "غزي بارك" في الفترة بين 17-25 كانون أول/ديسمبر قبل عامين، وقاموا بالتنصت على الآلاف من رجال الدولة لسنوات عدة، ونشر تلك الملفات، كل ذلك كان هدفها مشترك، وهو نفس هدف نقطة البداية.

لو تحدثنا عن تبعات أحداث "غزي بارك"، لوجدنا أن أهم نتائجه، هو تأجيل نداء السلام والمصالحة الوطنية الذي انطلق في عيد النوروز من عام 2013، فبعد تجمع عشرات الآلاف من الأكراد والأتراك، وبوجود قادة الطرفين، وبعد أجواء سلمية حبية عمت تركيا، بدأت فورا أحداث "غزي بارك".

متى ستنتهي هذه الأمور؟ في الحقيقة إجابة هذا السؤال واضحة للغاية، تنتهي هذه الأمور، عندما ننتقل في عملية السلام إلى مرحلة "ترك السلاح"، والعودة إلى الديمقراطية، وتعزيز أسسها، لتحقيق عملية سلام ومصالحة وطنية، ننهي بها أطماع تلك الجماعة، ومن يدعمها من أجل تمزيق البلاد.

نعم، ستنتهي كل هذه الأمور بعد تحقيق عملية السلام، لأن ذلك سيعني هزيمة واضحة لأصل هدفهم، وسيعني انتهاء دور الجماعة إلى الأبد، لأننا بذلك سنثبت لهم أن دورهم انتهى وباء بالفشل.

الانتقال إلى المرحلة الأخيرة من عملية السلام، سيغير أيضا من أسلوب الغرب وتفكيره تجاه هذه المسألة، لأن تحقيق الديمقراطية الشاملة والعودة إليها في تركيا، سيعني أن جهود الغرب في تعكير هذه الأجواء ومحاولة دس السم، لن تجدي نفعا.

كل هذه الأحداث بدأت بعدما قررت الحكومة التعامل بجدية مع ملف عملية السلام والمصالحة الوطنية مع الأكراد، وبإنهاء هذه المهمة ستصبح تلك الأحداث رهينة كتب التاريخ ولن تتكرر مجددا، لكن هل سنتعرض لألاعيب جديدة بعد ذلك؟ نعم، ممكن أن نواجه أمورا أخرى بشكل جديد، لكن بعد تعزيز الديمقراطية الشاملة وتحقيقها، لن يكون هناك مجال لأي كان أن يؤثر على الدولة التركية القوية والمتمسكة بأسس الديمقراطية الحقيقية.

عن الكاتب

أوكاي غونينسين

كاتب في صحيفة وطن


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس