أوكاي غونينسين – صحيفة وطن – ترجمة وتحرير ترك برس

غالبا ما تكون توقعات وطموحات ليلة رأس السنة تفاؤلية، فكان اليومين الماضيين ممتلئان بالتوقعات الإيجابية والطموحات التفاؤلية والمستبشرة.

في العادة هناك أسباب عديدة لنكون متفائلين، لكن بسبب أنّ هذه السنة الجديدة، ستكون السنة الأخيرة لتمسك التنظيم القديم، أي التنظيم الموازي، ببقائه، لذلك فإن نهايته هذا العام ستنعكس بصورة إيجابية جدا على المجتمع بأسره.

ما زال بقاء التنظيم القديم مرتبطا بعملية السلام والمصالحة الوطنية مع الأكراد، ففي اللقاءات والجلسات الأخيرة، توصل الطرفان التركي والكردي إلى تفاهمات وخارطة طريق متفق عليها من الجميع، للوصول إلى المرحلة الأخيرة من تطبيق عملية السلام، وقرر الطرفان أن تسير العملية الأخيرة "بصمت".

عند الوصول للمرحلة الأخيرة يجب أن يتم إخراج كل الأسلحة إلى خارج البلاد والحدود التركية، وبعد إخراج الأسلحة سيعلن عبد الله أوجلان عن الوصول للمرحلة الأخيرة من عملية السلام والمصالحة الوطنية في عيد النوروز القادم.

لكن الوضع الحقيقي على الأرض، يشير إلى وجود عدة عقبات لإخراج الأسلحة، وأكثر عقبة كانت الأحداث الاحتجاجية على ما جرى في كوباني، والتي جرت أيام 6-7 تشرين الأول/ اكتوبر، ليتبعها مؤخرا أحداثا مشابهة، شهدت اشتباكات مسلحة في شوارع جزيرة ابن عمر.

برغم الاتهامات المتبادلة بين الطرفين، إلا أنّ النتيجة المشتركة للأحداث الأخيرة، هي عقبة جديدة على طريق إخراج الأسلحة، فقد حدث نزاع جديد، وفي منطقة جديدة، وبالتالي خلق الأعذار للأكراد ليقولوا "كيف سنسلم أسلحتنا تحت هذه الظروف؟"، وفي المحصلة تأخير وتأجيل الوصول للمرحلة النهائية من عملية السلام.

سنعيش في بداية هذه السنة أحداثا استفزازية مثل هذه، وستكون استمرارا للأحداث ضد ما جرى في كوباني، ولاحقا للأحداث التي جرت في جزيرة ابن عمر، وعند تناول الأخبار التي تتحدث عن "تسرب" أعضاء من حزب الشعوب الديمقراطي (HDP) إلى حزب العمال الكردستاني (PKK)، فإن ذلك مؤشر على ما ستشهده تركيا من أحداث خلال الفترة القليلة القادمة.

نلاحظ أنّ هناك مؤشرات قوية تشير إلى أننا سنشهد في القريب العاجل، أحداثا كتلك التي جرت أيام 6-7 تشرين الأول/اكتوبر من العام المنصرم، ونلحظ أيضا أنّ هناك جهودا حثيثة من بعض الأطراف لتحقيق ذلك.

ستكون أكثر الأحداث إثارة واستفزازا للأوضاع، هي التظاهرات العنيفة والنزاعات المسلحة كما حصل في أحداث كوباني والتي أدت إلى مقتل العديد من الناس، وربما سيتم لاحقا نشر هذه الأحداث والفوضى إلى المدن والمحافظات الكبيرة، وأيضا إن استطاعوا، سينقلون القتل والموت إلى تلك المدن الكبيرة.

وستكون هذه المحاولة الأخيرة، للقوى التي تسعى إلى إيقاف عملية السلام، أو على الأقل إعاقتها لكي لا تصل للمرحلة الأخيرة قبل الانتخابات العامة التي ستجري منتصف هذا العام.

هذا ما سيحدث خلال العام الجديد، ولذلك ستتعرض كل من الحكومة، وعبد الله أوجلان، وكذلك ساسة حزب الشعوب الديمقراطي (HDP) إلى اختبار حقيقي، ونفس الوضع أيضا ينطبق على المقاتلين في جبل قنديل.

بعد هذه التوقعات، تستطيعون أن تضعوا كل التوقعات والطموحات الإيجابية في قائمة طويلة.

عن الكاتب

أوكاي غونينسين

كاتب في صحيفة وطن


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس