ترك برس

في الوقت الذي يُصعّد فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الحرب التجارية بفرض رسوم جمركية على الورادات الصينية والأوروبية، يعمل رجال الأعمال الأتراك على استراتيجية جديدة لتعزيز المبيعات إلى الولايات المتحدة، تتضمن إنشاء منطقة صناعية تركية في أمريكا، والاستفادة من الحرب التجارية على المنتجات الصينية لصالح بديلتها التركية.

وذكر تقرير لموقع المونيتور أن جمعية رجال الأعمال الأتراك الأمريكيين (TABA) تقود الجهود المبذولة لإنشاء المنطقة الصناعية التي ستكون الأولى من نوعها لتركيا في الولايات المتحدة.

وقال إردال تشاكيجي، الرئيس التنفيذي للجمعية، إن الرابطة على اتصال بالفعل بمكاتب الولاة والمناطق الصناعية المنظمة في جميع الولايات التركية الـ81 لإيجاد رجال الأعمال الراغبين في الاستثمار في المشروع. وقد تقدم نحو170 رجل أعمال بطلب للانضمام إلى المبادرة التي تأمل في جذب 500 من رجال الأعمال.

وأضاف تشاكيجي للموقع أنه تم عقد اجتماعات تمهيدية مع مستشاري البيت الأبيض، ووزارة التجارة الأمريكية ورجال الإدارة في عدة ولايات، مشيرا إلى أن المسؤولين الأمريكيين على مستوى الولايات وعدوا بدعم المبادرة، وأبدوا إعجابهم بما تقدمه من فرص العمل الجديدة.

ولفت إلى أن المشروع سيسعى للحصول على دعم من الدائنين الأمريكيين لمرحلة البناء، وأن جمعية رجال الأعمال الأتراك الأمريكيين تقوم حاليًا بإعداد تقارير للسلطات الأمريكية بشأن حجم الاستثمار المحتمل والأرض المطلوبة وتمويل المشروع وعدد الوظائف التي يمكن أن توجدها.

ووفقا للخطة، سيتم شحن المنتجات التركية مثل الفواكه المجففة والمكسرات وأوراق الغار بالجملة إلى المنطقة التركية، حيث سيتم تعبئتها للتسويق، للاستفادة من أن الولايات المتحدة تطبق التعريفات الجمركية على السلع المعبأة وليس على المنتجات المجمعة غير المعبأة.

من جانبه رأى رئيس الجمعية، علي عثمان أكات، أن قطاع الوجبات الخفيفة في الولايات المتحدة يوفر فرصاً واسعة للمصدرين الأتراك. وقال أكات في تصريحات لصحيفة حرييت: "ستكون ميزة كبيرة بالنسبة لنا للشحن من تركيا بكميات كبيرة والقيام بالتعبئة في أمريكا. هناك تعريفات تصل إلى 7٪ على المنتجات المعلبة، في حين لا توجد تعريفة جمركية على البضائع السائبة.

وفي إشارة إلى المنتجات التركية المميزة، مثل الفستق والبندق والمشمش المجفف، قال أكات: "سنحصل على ميزة أكبر في السوق الأمريكية إذا استطعنا أن نوزع تلك الأنواع التي تصل إلى 150 صنفا بطرق مختلفة، ثم نجمعها وفقا لمعايير البيع الأمريكية".

وبحسب أكات، سيستفيد منتجو الرخام الأتراك من المشروع، حيث إنهم يتاجرون في الغالب مع تجار الجملة، ولكنهم قد يستفيدون أكثر بكثير إذا قاموا بمعالجة الرخام إلى منتجات مكررة في المنطقة التركية.

وأضاف أكات أن المصدرين الأتراك يمكنهم أيضا استهداف سوق العطور، حيث إن العطر الذي يبلغ ثمنه في تركيا 6 دولارات يمكن بيعه بسهولة في الولايات المتحدة بسعر 19 دولارا.

ويمكن للمنطقة الصناعية المخطط إقامتها في الولايات المتحدة أن تساعد الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تحتاج، على عكس الشركات الكبيرة، إلى دعم لتطوير علاقاتها التجارية.

ووفقًا لأكات، فإن أكبر منطقة صناعية منظمة في تركيا تقع في منطقة غيبزه الواقعة في مدينة كوجايلي، يمكن أن تكون نموذجًا ناجحًا للمشروع الأمريكي.

بدوره أكد تشاكيجي أن الاتفاقات التجارية بين الولايات المتحدة وتركيا تغطي أكثر من 16000 منتج يتمتع معظمها بالإعفاءات الضريبية، وأن التعريفة الجمركية أقل بالنسبة للمنتجات شبه النهائية، وقد تصل أحيانا إلى الصفر.

ولفت إلى إمكانية أن تشمل التجارة مع الولايات المتحدة تصدير الآلات، من الآلات الصناعية الكبيرة إلى آلات صنع القهوة، مشيرا إلى أن هذه المنتجات أيضا يمكن شحنها في شكل شبه نهائي وتجميعها للبيع في الولايات المتحدة.

وأشار إلى أن الكثير من الأجهزة الكهربائية تتطلب جهدًا كهربائيًا مختلفًا في البلدين، وهو سبب آخر لإجراء عملية التجميع في الولايات المتحدة.

ووفقا لأرقام الحكومة التركية في الفترة من 2002 إلى تشرين الأول/ أكتوبر 2016، بلغت الاستثمارات التركية المباشرة في الولايات المتحدة 3.7 مليار دولار، في حين بلغت الاستثمارات الأمريكية في تركيا 11.1 مليار دولار.

وقال تشاكيجي إن تركيا في حاجة إلى الاستثمار في الولايات المتحدة، و"يمكننا مضاعفة مبيعاتنا على المدى القصير".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!