كورتولوش تاييز – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن التطورات في سوريا لا تسير بالاتجاه المطلوب. مطالب أنقرة لم تتحقق بعد على الأخص في منبج وتل رفعت.

من الواضح أن الولايات المتحدة لا تلتزم تمامًا بالاتفاق الذي توصلت إليه مع تركيا. حتى الآن لم يتحقق وعدها بأن يتخلى تنظيم "بي واي دي" عن أسلحته، ويغادر منبج.

وكما أن الولايات المتحدة لم تلتزم بالوعود التي قطعتها لأنقرة، فهي تواصل بلا انقطاع إرسال الأسلحة إلى تنظيم "بي واي دي".

وبحسب خبر أوردته وكالة الأناصول أمس الأول فإن واشنطن أرسلت قافلة مكونة من 200 شاحنة محملة بالمدرعات والأسلحة الثقيلة والذخائر إلى تنظيم "بي واي دي" من خلال معبر سيمالكا الخاضع لسيطرة إقليم شمال العراق.

بالنظر إلى هذا المشهد، يمكننا القول إنه لا معنى لأيّ من الوعود والالتزامات المقدمة على طاولة المباحثات. كم مرة أعلنت الولايات المتحدة أنها أوقفت إرسال الأسلحة إلى تنظيم "بي واي دي"، وأنها ستستعيد تلك الأسلحة لأن مكافحة داعش انتهت؟

الوعد بمغادرة تنظيم "بي واي دي" لمدينتي منبج وتل رفعت أيضًا وعد قطعته الولايات المتحدة، لكن يتضح أن كل هذه المبادرات الدبلوماسية مجرد تكتيك لمماطلة تركيا.

للأسف لم تتغير سياسة الولايات المتحدة في سوريا، وهي تواصل تشكيل جيش إرهابي على حدود تركيا الجنوبية، وتستمر في تدريب وتسليح إرهابيي تنظيم "بي واي دي".

لو أن تركيا تأخرت قليلًا في عملية عفرين وأتاحت الفرصة لاستكمال تنظيم "بي واي دي" استعداداته لاختلف المشهد كثيرًا عما هو عليه اليوم.

كان التنظيم سيجبر تركيا على الخروج من مثلث عفرين- جرابلس- الباب. وفي الحقيقة، هو يواصل تحضيراته لتنفيذ هذه الخطة خلسة بدعم من الولايات المتحدة. تعمل واشنطن على تسليح التنظيم وتقويته ليخوض معارك أقوى، ويخرج تركيا من سوريا.

ينبغي على تركيا أن تتابع عن كثب الاتفاقات التي تعقدها مع الولايات المتحدة والوعود التي تبذلها هذه الأخيرة. وعلى أنقرة ألا تتيح الفرصة بأي شكل من الأشكال لواشنطن حتى تماطلها.

هدف الولايات المتحدة هو إخضاع شمال سوريا لاحتلال تنظيم "بي واي دي" الإرهابي، وإن كان ذلك بتغيير اسم أو هوية التنظيم. إذا لم تتدخل تركيا لمنع ذلك ووقفت مكتوفة الأيدي فإنها ستتعرض لهجمات إرهابية وستُجبر على الخروج من سوريا.

يجب النظر الآن إلى ما يدور على الساحة، وليس إلى الوعود المبذولة. وعند النظر من هذه الزاوية لا تبدو الأمور مطمئنة على الإطلاق. وتصريحات أردوغان تدل على أن أنقرة تدرك هذه الحقيقة.

عن الكاتب

كورتولوش تاييز

كاتب تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس