ترك برس

يرى مراقبون ومحللون أتراك أن قوى عالمية تسعى إلى استهداف تركيا مع كل تحالف تقيمه بهدف عرقلتها ومنعها من الوصول إلى أهدافها التي تجعل منها قوة فاعلة على المستوى العالمي في مختلف المجالات، وأهمها العسكرية والاقتصادية.

ففي عام 2013 عندما ظهر التقارب التركي الإيراني سياسيا واقتصاديا، عبرت الولايات المتحدة عن استيائها من استمرار التبادل التجاري بين إيران وحليفتها تركيا وتجاوزه لنظام العقوبات الموقعة على إيران، وقامت في هذا السياق بإدراج بعض الشركات التركية المشاركة في هذه التجارة على القائمة السوداء، كما قالت وسائل إعلام تركية إن وكيل وزارة الخزانة الأمريكية "ديفيد كوهين" زار تركيا قبيل زيارة أردوغان لإيران وحذر الحكومة التركية من التسرع في تحسين العلاقات التجارية والاقتصادية مع إيران قبل إبرام اتفاق نووي نهائي.

وحين قامت تجارة الذهب بين تركيا وايران أزعج ذلك تلك القوى مرة أخرى، فكانت النتيجة استهداف تركيا من خلال الانقلاب الذي حدث في 17-25 كانون الأول عام 2013، وظهور الأزمة النووية الإيرانية.

وفي عام 2016 قامت تركيا بتطوير علاقاتها الاقتصادية مع قطر، وسبق ذلك إقامة تركيا قاعدة عسكرية لها، فأدى ذلك إلى إزعاج  كل من مصر والسعودية ودول الخليج وإسرائيل. وباستمرار تعزيز العلاقات التركية القطرية بدأت أربع دول شقيقة حصارا سياسيا واقتصاديا على دولة قطر لإفشال تلك العلاقات وإبعاد تركيا من منطقة الخليج.

وأما العلاقات التركية الفنزويلية فقد شهدت زخمًا كبيرًا في الآونة الأخيرة في كافة المجالات، حيث أشاد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو "بمرحلة جديدة" من العلاقات مع تركيا بعد لقائه نظيره التركي رجب طيب أردوغان في تشرين الأول / أكتوبر 2017، بالقصر الرئاسي في أنقرة، وقال إن البلدين يؤمنان بعالم مختلف متعدد الأقطاب. وأضاف أن بلاده تثق بتركيا وتعلم أنها "قوة جديدة تولد".

وحين بدأت فنزويلا في  تحويل احتياطي الذهب لديها إلى تركيا، (صدرت ما قيمته 779 مليون دولار من الذهب إلى تركيا) في شهر تموز/ يوليو الماضي، حيث جاء ذلك على لسان وزير التعدين الفنزويلي فيكتور كانو، قائلا: "إن البنك المركزي يصًدر الذهب إلى تركيا بدلا من سويسرا بسبب مخاوف مرتبطة بالعقوبات الأمريكية"، ظهرت حادثة اغتيال استهدفت رئيس البلاد نيكولاس مادورو أثناء إلقائه كلمة خلال حفل عسكري.

ومع تقارب تركيا مع روسيا، وإقامة شراكة مع الصين والتعاون مع شنغهاي والمشاركة في مشروع طريق الحرير، ورغبة تركيا في الانضمام لدول البريكس كل ذلك يؤدي إلى تخوف أمريكا والاتحاد الأوروبي من نهوض تركيا.

وقبل أيام، فرضت واشنطن عقوبات على وزيري العدل عبد الحميد غُل، ووزير الداخلية سليمان صويلو، التركيين، بذريعة استمرار حبس القس الأمريكي أندرو برانسون، المتهم بجرائم إرهاب وتجسس.

ويرى الكاتب والباحث في الشؤون التركية والروسية الدكتور باسل الحاج جاسم، أنه "منذ قضية منظومة أس 400 الدفاعية الروسية التي ترغب تركيا باستيرادها من موسكو، وكذلك موقف أنقرة المعلن من أي عقوبات أميركية جديدة على إيران واعتبار قضية القس الأميركي المعتقل لدى تركيا وتحويله لاحقا الى الإقامة الجبرية، ليست سوى ذريعة، فجوهر القضية هو استقلالية القرار التركي، ورغبة واشنطن والغرب عموما بعودة الهيمنة على تركيا".

وشهد سعر صرف الليرة التركية مساء الاثنين الماضي، انخفاضا كبيرا مع دخول العقوبات الأمريكية على إيران حيز التنفيذ، فضلا عن التوتر في العلاقات التركية الأمريكية.

ويتوجه وفد دبلوماسي تركي رفيع المستوى برئاسة "سادات أونال" نائب وزير الخارجية التركي، إلى عاصمة الولايات المتحدة الأمريكية اليوم الأربعاء، لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وخاصة التطورات الأخيرة الناجمة عن محاكمة القس الأمريكي أندرو برانسون في تركيا بتهم التجسس والإرهاب.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!