ترك برس

عندما أصدر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يوم الجمعة الماضي، قرارا بمضاعفة رسوم الصلب والألومنيوم على تركيا، بدت هذه الخطوة وكأنها الحلقة الأخيرة في سلسلة الحروب التجارية التي بدأها ترامب مع الصين والاتحاد الأوروبي.

ولكن بعيدا عن الحرب الاقتصادية، ترى ليانا بيرنديد، رئيسة القسم الاقتصادي في موقع ياهو نيوز، أن قرار ترامب يعود إلى رغبة الجمهوريين في الانتقام من تركيا بسبب موقفها الرافض لغزو العراق قبل خمس عشرة عاما.

وكتبت بلينديد أن القضية بدأت في عام 2003 عندما أخذت إدارة جورج دبليو بوش الولايات المتحدة للحرب، فغزت إدارته العراق وتسببت في إصابة البلاد بفوضى كاملة تضررت منها تركيا المجاورة، لأن العراق يقع على حدودها الجنوبية الشرقية لتركيا وعندما تخوض أمة الحرب، يشعر جيرانها بالألم.

وكانت تركيا رفضت فتح قواعدها العسكرية للقوات الأمريكية أو السماح لواشنطن باستخدام هذه القواعد بأية صوره في حربها ضد العراق. وتسبب الموقف التركي الرسمي والشعبي آنذاك في توتر مع الإدارة الجمهورية.

وتضيف بلينديد أن تقرير مجلس العلاقات الخارجية الصادر في عام 2006 أكد على مدى أهمية إصلاح العلاقة مع تركيا، مشيرا إلى أن الصدع المتنامي بين الغرب والعالم الإسلامي هو أحد التحديات الأساسية التي تواجه صناع السياسة الأمريكيين.

وكتب معدو التقرير أن العلاقة بين الولايات المتحدة وتركيا، وهي دولة ذات خلفية إسلامية وتوجه غربي يميل إلى الديمقراطية، أكثر أهمية من الناحية الاستراتيجية من أي وقت مضى.

وتشير بلينديد إلى أنه بعد عام من صدور هذا التقرير، وفي الوقت الذي ازدادات فيه الآثار السلبية للحرب على نمو الاقتصاد التركي، أبرز الخبراء في مقابلات مع وسائل الإعلام أن حرب العراق كانت القضية التي لم تحظ بالاهتمام الكافي في العلاقات التركية والأمريكية.

وتلفت إلى أن الرئيس السابق، باراك أوباما، ساعد في تخفيف هذه العلاقة المتوترة لفترة وجيزة عندما تولى منصبه في عام 2008، لكن هذا الإصلاح الهش تدهور مع بدء الحرب الأهلية السورية.

وأوضحت أنه خلال الحرب على داعش، حشرت الولايات المتحدة في الزاوية، لأنها دعمت الميليشيات الكردية التي تقاتل داعش، بينما تحارب تركيا التمرد الكردي في بلدها.

ما هي تداعيات قرار ترامب

وتذكر بلينديد أن قرار ترامب بمضاعفة التعريفة الجمركية بدأ ينتقل إلى عدد من القضايا الدبلوماسية المعقدة التي يمكن أن يكون لها آثار كارثية على كثير من الاقتصادات في أسوأ السيناريوهات.

وأشارت إلى تصريح الرئيس التركي أردوغان أمس الاثنين، الذي اعتبر فيه العقوبات الأمريكية طعنة في الظهر، وتساءل: "كيف تكون شريكاً استراتيجياً بحلف الناتو وتطعن حليفك بالظهر؟ هذا أمر غير مقبول".

وأضافت أن تركيا عضو في حلف الناتو، الأمر الذي سيؤدي إلى تفاقم العلاقة الهشة لإدارة ترامب مع الحلف حول الإنفاق الدفاعي. وفي الوقت نفسه يزداد التقارب التركي مع روسيا، الأمر الذي سيسبب صداعًا للولايات المتحدة وداخل حلف الناتو لأن روسيا هي التهديد الأول للحلف.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!