أوفوق أولوتاش – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

تعيش القضية السورية حاليا مرحلة حساسة، فمن جهة زادت سيطرة المعارضة في المناطق الجنوبية، ومن جهة أخرى يعيش حزب الله حالة من التوتر مع إسرائيل، وهذه الأمور تعطينا انطباعا عن تجاه سير المسألة السورية، واعتقد أنّ جميعكم رأى الخارطة المقترحة لتقسيم سوريا، والأجزاء التي سيحكمها كل طرف.

حسب الخريطة، سيتم تقسيم سوريا إلى ثلاث دويلات، المناطق الشمالية التي تخضع لسيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي وداعش، والمناطق التي تخضع للمعارضة السورية، وأخيرا ستكون الدولة الثالثة تابعة للأسد في دمشق والساحل، لكن حقيقة الأمر والواقع على الأرض يفيد بأن الأسد لا يستطيع حتى السيطرة على كل المناطق المتواجدة في الخارطة المزعومة.

المعارضة قوية في الجنوب

لا يتحكم الأسد اليوم تقريبا كليا بحدود البلاد مع إسرائيل والعراق والأردن، لأن تلك المناطق بأغلبيتها تخضع لسيطرة المعارضة السورية، وهي الأقوى من بين قوات المعارضة، وبالتالي فإنهم فعليا يحيطون بضواحي دمشق، وتذكروا أنهم استطاعوا نقل المواجهات إلى كيلومترات قريبة من قصر الأسد، لكنهم حينها واجهوا مشكلتين رئيسيتين، الأولى تتمثل بتفوق قوات الأسد بسلاح الجو، فاستخدموا الطائرات المروحية والطائرات الحربية لتقذف الحجر والشجر والبشر بالصواريخ المدمرة، وهذا أدى إلى إعاقة دخول المعارضة إلى دمشق.

أما السبب الثاني فكان إنقطاع طرق الإمداد من الحدود الأردنية، فالأردن تريد جعل المعارضة في حالة توازن، لكي لا تتقدم ولا تتأخر في نفس الوقت، فلو كانت هناك إرادة دولية للإطاحة بالأسد لفتحوا طرق إمداد المعارضة بدلا من إقفالها وقطها، لكن المشكلة أنه لا يوجد إرادة حقيقية للإطاحة بنظام الأسد.

وهكذا أصبحت الحدود الأردنية تتحكم فيها المعارضة، والحدود اللبنانية تقريبا يتحكم فيها حزب الله، أما الحدود العراقية فهي بيد داعش، وبالتالي فإن بشار الأسد لا يستطيع التحكم حتى في ضواحي دمشق، لذا فإن توقّع عودة الأسد ليفرض سيطرته على سوريا هو مجرد خيال.

سوريا هي الأهم بالنسبة لحزب الله

لن تتأثر علاقة حزب الله بالقضية السورية بعد الاضطرابات والتوتر مع إسرائيل، فنظام الأسد لا يريد من حزب الله صرف نظره عن سوريا ولو لبعض الوقت، لأنه يعتبر الحزب الحليف الاستراتيجي، وهذا مؤشر ودليل قاطع على اشتراك حزب الله في الأحداث السورية بصورة فاعلة جدا.

رد حزب الله على قتل إسرائيل لعدد من قياداته وضابط إيراني في سوريا، تم من خلال الأراضي اللبنانية، ولم تعلن إسرائيل بصورة نهائية عن عدد القتلى، لكن الواضح أنّ الطرفين لا يريدان زيادة حدة المواجهة، حتى إنّ حزب الله أرسل رسائله عبر اليونيفيل إلى إسرائيل بأنّ الحزب لا يريد زيادة وتيرة العمليات.

وهذا يدل على أنّ حزب الله يولي أهميته كلها لسوريا، حتى إنّ رده على العملية كان من الأراضي اللبنانية، بمعنى سوريا أهم بالنسبة له من سلامة لبنان وأمنه.

عن الكاتب

أفق أولوطاش

كاتب في صحيفة أكشام


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس