ترك برس

قال الكاتب الصحفي التركي، برهان الدين دوران، إن أنقرة حققت نجاحاً دبلوماسياً هاماً من خلال قمة سوتشي الأخيرة حول إدلب، كما أن أهدافها التي حققتها عبر هذه القمة، لم تقتصر على إدلب فقط، بل شملت أهدافاً أخرى إقليمية وداخلية.

جاء ذلك في مقال لدوران الذي يرأس أيضاً مركز "سيتا" للدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، تناول فيه نتائج قمة سوتشي الأخيرة بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين. في مدينة سوتشي، وتأثيراتها على الوضع الإقليمي ومكانة تركيا السياسية في المنطقة.

وأوضح "دوران" أنه مع توقيع اتفاقية سوتشي، انتقل التعاون التركي الروسي في سوريا، إلى مرحلة جديدة. حيث رسخت أنقرة وموسكو عملية أستانة، وتمكنتا من تجاوز الصعوبات التي أوجدتها إيران والنظام السوري، موضحاً أن انعقاد القمة بعد 10 أيام من قمة طهران، يشير إلى إمكانية توصل أردوغان وبوتين إلى حل بخصوص إدلب، دون وجود الرئيس الإيراني حسن روحاني على الطاولة.

وأضاف الكاتب أن تركيا استطاعت خلال المرحلة الماضية، تقوية وتعزيز نقاط مراقبتها الـ 12 في إدلب، عبر تعزيزها بأسلحة ومركبات عسكرية ولوجستية، وغيرها من التعزيزات العسكرية والأمنية.

وعلى الصعيد المدني، استطاعت أنقرة إتمام التحضيرات اللازمة لاستقبال موجة اللجوء المحتملة إلى حدودها من إدلب، ووضعت الخطط لإسكانهم في مخيمات داخل الحدود السورية. وذلك بالتزامن مع تأكيدها على عدم اكتفائها بمشاهدة ما يحدث في إدلب في حال شن عملية عسكرية هناك، بحسب الكاتب.

وأشار "دوران" إلى تأكيد أردوغان على عزيمة وإصرار بلاده علي التواجد بمحافظة إدلب السورية عبر القول: "الشعب السوري هو من دعانا إلى هناك. المتظاهرون هناك لا يحملون بأيديهم الأعلام الروسية، ولا الأمريكية، ولا الفرنسية أو الألمانية، بل يحملون الأعلام التركية."

كل هذه الاستعدادات العسكرية والأمنية والإنسانية، تزامنت مع مساعي أنقرة الدبلوماسية مع موسكو، للحيلولة دون تنفيذ عملية عسكرية شاملة من شأنها تحويل إدلب إلى "بركة دماء".

واعتبر الخبير التركي أن نتائج قمة سوتشي كانت نتيجة لعزيمة وإصرار أنقرة للحفاظ على مباحثات أستانة، والاستمرار بعلاقات إيجابية مع موسكو.

وتابع قائلاً: "كما نجحت أنقرة وموسكو في إيجاد حلول فعالة خلال الأزمة السورية، وذلك رغم اختلاف مواقفهما تجاهها. وذلك لكون كلا الطرفين، يدركان مدى حاجتهما للطرف الآخر. منذ عام 2015 وحتى الآن، روسيا هي العنصر العسكري الأكثر قوة وفاعلية في سوريا. ومن غير الممكن تنفيذ العملية السياسية هناك بدون تركيا. وعقب اتفاق سوتشي، بات البلدان قادرين على التعاون بشكل أكبر في المسألة السورية، وخصوصاً في مرحلة ما بعد إدلب. كما نجح البلدان في إفشال المخططات الأمريكية المتعلقة بالإيقاع بين أنقرة وموسكو."

واختتم الكاتب بالتأكيد على أن التوصل إلى اتفاق سوتشي، يعد نجاحاً كبيراً بالنسبة لأردوغان في أزمة إدلب. إضافة إلى أن اتفاق سوتشي فتح نافذة فرص جديدة أمام الدبلوماسية التركية. حيث ستتمكن أنقرة بعد الآن، من تبني مبادرات أكثر وبشكل أقوى حول بدء العملية السياسية في سوريا. لا سيما وأن تركيا، وألمانيا، وروسيا وفرنسا، تسعى لتشكيل آلية عمل رباعية حول سوريا. والآن باتت قبضة أردوغان الدبلوماسية قبل زيارته إلى ألمانيا نهاية سبتمبر/أيلول الجاري، أكثر قوة من قبل.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!