ترك برس

اقترح السياسي الروسي سيميون باغداساروف، على سلطات بلاده مطالبة نظيرتها التركية بالتأثير على "بطريركية القسطنطينية" مقابل الاتفاق المتعلق بإقامة منطقة منزوعة السلاح في محافظة "إدلب" شمال غربي سوريا.

جاء ذلك في تصريح أدلى به باغداساروف، وهو مدير مركز دراسات الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، لصحيفة "فزغلياد"، حول طبيعة "صفقة إدلب"، وما حصلت عليه روسيا مقابل إلغاء العملية على آخر معاقل المعارضة السورية.

وبحسب وكالة (RT)، قالت صحيفة فزغلياد في مقال لها إنه "لن يكون هناك أي هجوم على إدلب. أعطت روسيا لتركيا هذا الوعد. لكن لم يتضح بعد ما حصلت عليه روسيا في المقابل..

ومن الملفت أن (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين أدلى، إلى جانب تصريحاته بخصوص إدلب، بتصريح اقتصادي بحت لا يبدو أنه على صلة بالحرب في سوريا، فقال: "في المقابل، ننتظر خلق ظروف مواتية لترويج المنتجات الروسية في السوق التركية".

وفي هذا الصدد قال باغداساروف: "بالطبع، يمكن أن يكون توسيع وصول البضائع الروسية إلى السوق التركية جزءاً من صفقة إدلب..

هذه هي الصفقة الصحيحة. نحن لا نقوم بعملية عسكرية. في المقابل، امنحونا تنازلات تجارية". ويفترض أنه ليس التنازل الوحيد الذي قدمته تركيا.

وأضاف باغداساروف: "سيكون من الصائب، من وجهة نظري، لو طُلب من السلطات التركية التأثير في بطريرك القسطنطينية برثلماوس حول مصير الكنيسة الأوكرانية الأرثوذكسية.

برثلماوس خاضع لسيطرة المخابرات التركية تماما، وبطبيعة الحال، يمكنهم أن يؤثروا فيه"، على حد تعبيره.

إذا كان الأمر كذلك - تضيف الصحيفة - فإن الفائدة الإجمالية للصفقة بالنسبة لروسيا واضحة. يبقى أن نرى ما إذا كانت ستعمل في الواقع.

أما المستشرق الروسي أنطون مارداسوف، فيرى أن المنطقة منزوعة السلاح لن تعمل بسلام. ولا يستبعد أن يقوم الراديكاليون والقوات الحكومية السورية المستاءة بخرق الاتفاق.

واعتبر مارداسوف أنه "من المستبعد أن يكون الإبقاء على محمية إدلب على وضعها الحالي في مصلحة دمشق الرسمية".

في الوقت نفسه، قال مارداسوف، إن "الاتفاق بين روسيا وتركيا يلائم دمشق بشكل مؤقت، كوسيلة للضغط على الأكراد السوريين (ميليشيات وحدات حماية الشعب YPG) ذوي النزوعات الانفصالية..

يعتقد الأكراد أنهم سيخوضون القتال على جبهتين: ضد تركيا وضد قوات بشار الأسد. ومع ذلك، فليس مضمونا أن يستمر صبر دمشق طويلا".

والاثنين الماضي، أعلن الرئيسان التركي والروسي في منتجع سوتشي بروسيا، اتفاقا لإقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مناطق النظام والمعارضة في إدلب (شمال غرب).

ويعد الاتفاق ثمرة لجهود تركية دؤوبة ومخلصة، للحيلولة دون تنفيذ النظام السوري وداعميه هجوما عسكريا على إدلب، آخر معاقل المعارضة، حيث يقيم نحو 4 ملايين مدني، بينهم مئات الآلاف من النازحين.

والأسبوع الماضي، قرر سينودس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية إنهاء مشاركة الكنيسة الروسية في الهيئات التابعة لـ"بطريركية القسطنطينية المسكونية".

ويتضمن القرار "تعليق أداء الطقوس المشتركة مع أساقفة بطريركية القسطنطينية، وإنهاء تلاوة اسم بطريرك القسطنطينية المسكوني برثلماوس الأول أثناء خدمة القداس الإلهي بالكنيسة الأرثوذكسية الروسية"، حسبما أكد مدير قسم العلاقات الخارجية لبطريركية موسكو، مطران فولوكولامسك إيلاريون.

وفي الوقت ذاته أوضح "ألكسندر فولكوف"، المتحدث باسم بطريرك موسكو وسائر روسيا البطريرك كيريل، أن "هذا القرار لا يعني قطع العلاقات بشكل كامل، ولا يحرم رجال الدين من بطريركية القسطنطينية المسكونية والكنيسة الأرثوذكسية الروسية من حضور خدمة القداس لبعضهم البعض".

وتعود أسباب الخلاف بين الكنيسة الأرثوذكسية الروسية وبطريركية القسطنطينية المسكونية إلى رغبة الأخيرة بمنح صفة كنيسة محلية مستقلة لـ "الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية التابعة لبطريركية كييف"، وهي عبارة عن كنيسة منشقة من الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية التابعة لبطريركية موسكو، وفق وكالة (RT).

وتحاول السلطات الأوكرانية جاهدة انتزاع اعتراف بطريركية القسطنطينية الأرثوذكسية المسكونية بالكيانات المنشقة وإنشاء على أساسها كنيسة محلية موحدة خارج إطار الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية.

وقد أعلنت بطريركية القسطنطينية عن تعيين اثنين من الأساقفة في منصب إكسارخوس في كييف، تحضيرا لمنح الصفة المذكورة للكنيسة الأوكرانية المنشقة، الأمر الذي أدانته الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، معتبرا إياه خرقا فظا لقوانين الكنيسة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!