ترك برس

انتشرت في الأيام الأخيرة مزاعم حول وجود اتصالات سرّية بين تركيا وإسرائيل بهدف تطبيع العلاقات وتبادل السفراء مجددًا، وذلك بعد أشهر من التوتر بسبب هجمات الاحتلال على مسيرات العودة في قطاع غزة الفلسطيني.

وارتكبت إسرائيل مجزرة بحق المتظاهرين السلميين على حدود قطاع غزة، استشهد فيها 62 فلسطينيًا وجرح 3188 آخرين، بالرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع.

وكان المتظاهرون يحتجون على نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة، ويحيون الذكرى الـ70 لـ"النكبة" في مايو/ أيار الماضي.

وزارة الخارجية التركية استدعت سفيرها وطردت السفير الإسرائيلي من أنقرة، فيما قامت إسرائيل بدورها بالرد من خلال إعلام القنصل العام التركي بضرورة العودة إلى بلاده لبعض الوقت.

وقال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن يدي الولايات المتحدة الأمريكية تلطخت بدماء الشعب الفلسطيني، وإن ما تقوم به إسرائيل هو قطع للطرق، ووحشية، وإرهاب دولة.

الرواية الإسرائيلية التي تناقلتها بعض الوسائل الإعلامية مؤخراً، تقول إنّ الجانبين التركي والإسرائيلي قرّراً استئناف التفاوض لإعادة العلاقات إلى ما كانت عليه قبل الأزمة الأخيرة.

ولهذا الغرض أقلعت طائرة خاصة الأسبوع الماضي من كل من البلدين باتجاه أبو ظبي، حيث يعتقد أنّ هذه الطائرات كانت تقّل شخصيات تقوم بالتفاوض حول القضايا المختلف عليها.

ووفقاً لما أوردته صحيفة يديعوت أحرونوت، إذا ما نجحت المفاوضات الجارية بين الطرفين، فقد يعيدان سفيرهما في بداية شهر تشرين أول/ أكتوبر المقبل.

الخبير في العلاقات الدولية، د. علي حسين باكير، رأى أنه بالرغم من أنّ أيّاً من الجانبين لم يؤكد رسمياً هذه المعلومات أو يعلّق عليها، فإنّ مبدأ استئناف العلاقات بين البلدين إلى المستوى الذي كان عليه قبل الأزمة يمكن أن يكون وارداً، بدليل أنّ الطرفين كانا قد اتفقا ضمناً على أنّ الإجراء المتّخذ هو رد فعل على ما جرى، لكن الرواية الإسرائيلية غريبة من عدّة نواحي ولا تبدو مستساغة بالنظر إلى بعض المعلومات الواردة فيها.

وأضاف باكير، في مقال نشرته صحيفة "عربي21"، أنه من غير المفهوم "لماذا قد يختار الطرفان أبو ظبي في الإمارات العربية المتّحدة لعقد لقاءات تتعلق باستئناف العلاقة بينهما؟

إذا ما أراد المسؤولون الأتراك والإسرائيليون اللقاء في بلد ثالث، فلديهما خيارات غير محدودة لفعل ذلك، سيما أنّ علاقات الإمارات السياسية ليست في وضع طبيعي حالياً مع تركيا، وبالتالي فإن اختيار أبو ظبي للقاء يبدو مستغرباً في أحسن الأحوال ويقوّض من صدقيّة الرواية".

لكن في سياق الحديث عن إمكانية استئناف العلاقات بين الطرفين، فإن هناك ما يثير الانتباه حقيقة في موقفهما في ما يتعلق بسوريا، وفق الباحث.

فالجانب التركي يتجاهل تماماً قيام إسرائيل باستهداف مواقع تابعة لحزب الله اللبناني الموالي لإيران داخل سوريا، وكذلك الأمر بالنسبة إلى استهداف المواقع الإيرانية، وهو أمر جيّد لأنّ الخطوات الإسرائيلية تصب في نهاية المطاف بشكل غير مباشر في صالح تركيا أيضاً.

ويرى البعض في عملية غض الطرف هذه رسائل إيجابية تتعلق بالنفوذ الإيراني المتعاظم داخل سوريا، وهو ما قد يبني الطرفان عليه لاحقاً، ومن الممكن أن نتطرق له في مقال لاحق.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!