ترك برس

حاولت قناة "العربية" السعودية تشويه صورة السيدة التركية "خديجة جنكيز"، خطيبة الصحفي السعودي المفقود جمال خاشقجي، بالإشارة إلى عملها في وقت سابق لدى جمعية إغاثية تركية زعمت أنها "متطرفة" قبل أن تكتشف وجود تعاون وثيق بين هذه الجمعية ومركز الملك سلمان للإغاثة (حكومي سعودي).

التقرير الذي اضطرت القناة السعودية لحذفه في وقت لاحق كان بعنوان "ما علاقة خديجة جنكيز بزعيم المنظمة المتطرفة iHH؟"، وجاء كمحاولة للتشويش على أخبار وتسريبات أمنية تقول إن خاشقجي قُتل داخل القنصلية السعودية في مدينة إسطنبول يوم 2 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.

"العربية"، واستنادًا إلى "مصادر تركية كانت على معرفة بخديجة جنكيز"، قالت إن "خديجة عملت مع إحدى المنظمات والجمعيات الخيرية التركية باسطنبول، وهي "هيئة الإغاثة الإنسانية التركية"، التي يرأسها بلويند يلدرم، القريب من الجماعات الراديكالية والمتطرفة".

وأشارت القناة السعودية أن "هذه المنظمة تعدّ مقربة من السلطات التركية، وذاع صيتُها في العام 2010 حيث نظم رئيسُها يلدرم أسطول "مافي مرمرة" بمزاعم كسر الحصار عن غزة، مخلفاً ذلك عدداً من القتلى والجرحى".

وزعمت أن "هيئة الإغاثة التركية iHH تأسست في العام 1992، وسُجِّلت رسمياً في 1995، ووُجِّهت إليها تهمٌ بارتباطها بجماعات متطرفة، كالقاعدة وحماس وداعش، إلى جانب ما لعبته من دور في تجنيد بعض من أعضائها، وإرسالهم إلى مناطق النزاع كالبوسنة وسوريا لاكتساب الخبرة القتالية، إضافة إلى تقديم المساعدات اللوجستية لعناصر الإرهاب العالمي في الشرق الأوسط".

ولعل قناة "العربية" تلقت تحذيرًا رسميًا من السلطات السعودية بشأن التقرير الذي قامت بحذفه بعد فترة وجيزة وذلك لوجود تعاون وثيق بين هيئة الإغاثة الإنسانية التركية التي اتهمتها القناة بالتطرف وبين مركز الملك سلمان للإغاثة في السعودية، بمجال المساعدات الإنسانية.

وكانت (İHH)، قد وقعت قبل فترة وجيزة مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية (سعودي حكومي)، اتفاقا لتقديم مساعدات للشعب السوري المتضرر من الحرب، ومسلمي ولاية أراكان في ميانمار واللاجئين في بنغلاديش، بقيمة 4 ملايين و390 ألف دولار أمريكي.

تغريدة في شباط/ فبراير الماضي، تقول فيها الهيئة التركية إنها بدأت بإنتاج الطعام الساخن لألفي شخص يوميًا لصالح المظلومين المحاصرين في غوطة دمشق الشرقية بسوريا، مشيرة إلى عنوان الحساب الرسمي لمركز الملك سلمان في "تويتر" (@KSRelief).

واختفت آثار الصحفي السعودي في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، عقب دخوله قنصلية بلاده في إسطنبول، لإجراء معاملة رسمية تتعلق بزواجه.

وطالب الرئيس أردوغان، الرياض، بإثبات خروج خاشقجي من القنصلية، وهو ما لم تفعله السلطات السعودية بعد.

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في وقت سابق أن مسؤولين أتراكا أبلغوا نظراءهم الأمريكيين بأنهم يملكون تسجيلات صوتية ومرئية تثبت مقتل خاشقجي داخل القنصلية، وهو ما تنفيه الرياض.

وطالبت عدد من الدول والمنظمات الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا، والاتحاد الأوروبي، الرياض بالكشف عن مصير خاشقجي بعد دخوله القنصلية بإسطنبول، فيما عبرت دول عربية عن تضامنها مع السعودية في مواجهة تهديدات واشنطن بفرض عقوبات عليها إذا ثبت تورطها في اختفاء خاشقجي.

وتتوالى ردود الأفعال عبر العالم، من مسؤولين ومنظمات، مطالبة بالكشف عن مصير خاشقجي، لتتصدر "مانشيتات" الصحف ونشرات الأخبار العالمية، بالتوازي مع التحليلات عن تداعيات هذه الأزمة على كل المستويات.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!