ترك برس

أشار تقرير لموقع قناة "TRT عربي" التركية إلى أن الإدارة الأميركية تحاول استدراك قرارها المفاجئ بشأن سحب قواتها من سوريا، وإعادة ترتيب مشهد الانسحاب لطمأنة الحلفاء، واستباق التدخّل التركي شمال شرقيّ سوريا.

وأورد التقرير ما قال مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، لدى لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس المحتلة، إنه ناقش قرار ترمب بالانسحاب من شمال شرقي سوريا بطريقة تضمن أن تنظيم "داعش" المصنف إرهابياً قد هُزم ولم يعد قادراً على إحياء نفسه ليصبح تهديداً مجدداً.

وصرح بولتون بأنه سيتوجه إلى تركيا بعد زيارته إسرائيل، قائلاً إن "هناك أهدافاً تحكم الانسحاب نود أن تتحقق". وأضاف أنه يجب التأكد من الضمان التام للدفاع عن إسرائيل وأصدقاء الولايات المتحدة الآخرين في المنطقة، والاهتمام بمن حاربوا إلى جانب القوات الأميركية ضد تنظيم داعش المصنف إرهابياً وغيره من الجماعات.

وأكّد أن "وضع الجداول الزمنية ومواقيت هذا الانسحاب يعتمد على تحقيق تلك الشروط، وتأمين الظروف التي نود أن نراها. فور حدوث ذلك، سنتحدث عن جدول زمني".

عن تأثيرات التصريح الأميركي على عملية شرق الفرات التي تنوي تركيا القيام بها قريباً، يقول محلل الشؤون التركية والروسية باسل الحاج جاسم، إن "التصريحات التركية بخصوص العملية في شرق الفرات سبقت الإعلان الأميركي بالانسحاب، ولا أظن أن هذا التصريح الجديد سيؤثر عليها، خصوصاً بعد التنسيق التركي الروسي الأخير، والذي تبدو فيه روسيا مهتمة أيضاً".

وأضاف الحاج جاسم أنه "سبق لروسيا أن عبّرت على لسان وزير خارجيتها عن تخوّفها من قيام دولة داخل دولة وتكرار سيناريو شمال العراق".

ورأى جاسم أن تصريحات بولتون التي جاءت كنوع من التعديل على تصريحات ترمب السابقة "تعد انعكاساً للانقسام في الإدارة الأميركية، إذ إن هناك جناحاً غير راضٍ عن هذا الانسحاب ويحاول عرقلته أو تأجيله على الأقل، ويبدو أنهم يضغطون على ترمب لهذا الغرض".

من جهته يقول المحلل السياسي يوسف كاتب أوغلو، إن تركيا "لا تستطيع وتجد صعوبة في فهم المنطق الأميركي، فتركيا تعُد المجموعات الكردية في شمال شرق سوريا منظمات إرهابية، وتركيا عضو في حلف الناتو لذلك فهي لا تفهم كيف يمكن لأميركا العضو الرئيس في الحلف أن تعتبر مجموعات إرهابية حليفاً لها يجب أن تحميه".

في السياق، رأى الباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات أحمد حسين ، أن تركيا اليوم تراقب الوضع في الشمال السوري وتهتم به لأنه يمسّ أمنها القومي، فهي من جهة "تتهيّب مما قد تنجم عنه المواجهات بين فصائل سورية معارضة وهيئة تحرير الشام الإسلامية (النصرة) في منطقة غرب الفرات، ومن جهة أخرى تراقب تطورات الوضع في منطقة شرق الفرات قبيل الانسحاب الأميركي المرتقب".

وأوضح حسين أن التطورات "ربما جعلت تركيا تعيد النظر في سياساتها تجاه الوضع في شمال سوريا، وعليه فإن السلوك التركي عسكرياً في المنطقة سيتغير وسيكون مبنياً على طبيعة الانسحاب الأميركي الذي لم تتبين ملامحه حتى الآن، وطبيعة التحالفات التي ستقوم بها تنظيمات YPG وPYD  في المرحلة المقبلة".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!