إمره أكوز – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

كنت يوم أمس في حديث مطوّل مع صديق لي عبر الهاتف، تناقشنا وتحدثنا إلى أنْ وصل النقاش إلى الحديث عن الانتخابات العامة المقرر أنْ تجري في 7 حزيران المقبل.

سألني صديقي "بماذا يثق حزب الشعوب الديمقراطي عندما يدخل الانتخابات القادمة كحزب وليس كمرشحين مستقلين؟ فمن أجل تجاوز نسبة الحسم عليه الحصول على مليون ونصف المليون صوت، وبنفس الوقت لا أفهم إصرار حزب العدالة والتنمية على نسبة الحسم المرتفعة التي تبلغ 10%".

أجبته بأنّ النقطة الأخيرة واضحة جدا، فنسبة الحسم المرتفعة دائما ما تخدم الأحزاب الكبيرة، حيث تزداد نسبة إمكانية تشكيل الحكومة من قبل حزب واحد بدلا من تشكيل تحالف وحكومة توافقية.

لكن صديقي أشار إلى نقطة هامة، وهي أنّ "إصرار حزب العدالة والتنمية على نسبة مترفعة كنسبة 10%، وإصرار حزب الشعوب الديمقراطي على دخول الانتخابات كحزب، سيعني أنّ الأمور ربما تتعقد، إذا ما حصل حزب الشعوب الديمقراطي على نسبة 9.5 فلن يستطيع الأكراد دخول البرلمان، فكيف نقول للأكراد اتركوا السلاح واشتغلوا بالسياسة ونحن نصعب عليهم دخول عالم السياسة؟"، فأجبته أنّ السياسة هكذا، فيها تفاوض وأساليب مختلفة، لكنني سألته عن مراده وماذا يقصد بالضبط.

فاجئني بالحديث عن سيناريو لا يخطر على بال أحد، وقال لي ربما احتمال حصول هذا السيناريو يؤول إلى الصفر لكن لنفترض ذلك، "لنفترض أنّ حزب الشعوب الديمقراطي ممثل الأكراد اتفق مع حزب العدالة والتنمية على دعم الثاني للأول من أجل تجاوز نسبة الحسم، ويتم ذلك من خلال وضع العدالة والتنمية لمرشحين غير معروفين للمناطق الجنوبية ذات الأغلبية الكردية، وهكذا ستنتقل الأصوات إلى حزب الشعوب الديمقراطي بصورة تلقائية، ليتم تجاوز نسبة الحسم مقابل أنْ يدعم حزب الشعوب الديمقراطي حزب العدالة والتنمية بموضوع الانتقال إلى النظام الرئاسي وتشكيل الدستور الجديد، ألا يمكن أنْ يحصل ذلك؟".

بصراحة أنا لم أفكر بهذا السيناريو على الإطلاق، وللعلم فإنّ هذا الحديث لا يستند إلى أي معلومة أو وثيقة أو تسريب، وإنما فقط مجرّد احتمال وتخمين، لنبيّن أيضا أنّ السياسة مليئة بالطرق والأساليب التي تقود إلى تحقيق الأهداف.

عن الكاتب

إمره أكوز

كاتب في جريدة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس