هاشمت بابا أوغلو – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

علينا ألا ننخدع..

لن يسأموا أو يستسلموا..

كلما واصلنا السعي من أجل الاستقلال، واصلوا العمل على ثنينا عن هذا الطريق..

لهذا يأتون مجددًا..

عندما يفشلون في طريقة ما يجربون أخرى..

عندما لم ينجحوا عن طريق الشارع والمحاولة الانقلابية والسلاح والمال والسياسة..

عاودوا الكرة عبر الإعلام هذه المرة..

إلى درجة أنهم يكشفون بصراحة عن السبل التي سيسلكونها والطرق التي سيلجؤون إليها بعد الآن..

***

أطلقت بي بي سي البريطانية ودوتش فيللة الألمانية وإف24 الفرنسية وصوت أمريكا الأمريكية قناة إخبارية على يوتيوب. شاهدوا المقطع الترويجي لإطلاق القناة وستفهمون قصدي..

قالت المؤسسات الأربع إنها أسست القناة من أجل "أجندة محايدة"..

ما أروعها من كذبة..

***

الدرس الأول في كليات الإعلام هو ألف باء العمل: كل خبر تختاره وتقدمه يخفي ويستر ما لا تختاره. بمعنى أنه لا يمكن تحديد أجندة إلا إذا كنت طرفًا..

لكن لننسَ ذلك..

هل يمكن أين يكون اتحاد المؤسسات الإعلامية العالمية التي ذكرتها أعلاه، محايدًا؟ هل كل هذا التحضيرات من أجل العمل الإخباري فقط؟ 

لا أصدق..

من الواضح أن هذه المؤسسات ستخدم القوى العالمية التي تتبع لها، ولن تكون حيادية أبدًا فيما يتعلق بمصالحنا القومية، أليس كذلك؟

لكنهم يعلمون بوجود حشود مؤهلة ومبرمجة كي ينطلي عليها هذا النوع من "الأكاذيب المنمقة"، في بلادنا.

***

لكن القضية الرئيسية هي "كيف سيأتون وأي الطرق سيسلكون وما هي الأوتار التي سيلعبون عليها"..

أليس من الملفت أن يبدأ المقطع الترويجي بمشهد لفتيات محجبات؟

أي أنني لا أكتب عن عبث قائلًا إن الخطة مبنية على تشكيل "معارضة محافظة"..

هل نعتبر نثر مشاهد للعلم التركي في أنحاء مختلفة من المقطع الترويجي أمرًا عاديًّا؟

ربما تكون فكرة دعائية، لكن المرء لا يستطيع منع نفسه من التساؤل..

هل هي حركة من هذه المؤسسات الأربعة، ذات المواصفات الاستعمارية الجديدة، لخطب ود الشارع التركي، أم أنها تحية لإيقونات جديدة من "المعارضة القومية" (التي اعتقد أن خطواتها ستتسارع في المستقبل)؟

علينا أن نقدح الفكر للتوصل إلى إجابة..

عن الكاتب

هاشمت بابا أوغلو

كاتب في صحيفة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس