ترك برس

كشفت وسائل إعلام سورية وصول عربات عسكرية تركية إلى محافظة إدلب السورية وسط اشتباكات عنيفة تجري بين قوات النظام مدعومة بروسيا، وفصائل المعارضة السورية.

وبحسب صحيفة عنب بلدي، دخل رتل من الجيش التركي إلى نقطة المراقبة في شير المغار في منطقة جبل شحشبو بريف حماة، بالتزامن مع القصف الجوي المكثف الذي تشهده المنطقة.

وقالت الصحيفة، الجمعة 24 من أيار/ مايو، إن الرتل دخل من منطقة خربة الجوز مرورًا بريف إدلب، واتجه إلى نقطة المراقبة في شير المغار، والتي كانت قوات الأسد قد حاصرتها من الجهة الغربية بالسيطرة على بلدة الحويز مؤخرًا.

وأضافت أن الرتل مؤلف من عربات عسكرية وسيارة دفع رباعي مصفحة، ولم يعرف إن كان للتبديل أو لاستطلاع نقاط المراقبة الـ 12 في محافظة إدلب.

ويتزامن دخول الرتل مع قصف مكثف من الطائرات الحربية الروسية والمروحية التابعة للنظام السوري على محافظة إدلب وأرياف حماة، الأمر الذي أدى إلى مقتل عشرات المدنيين، في الأيام الماضية.

ويأتي بعد ثلاثة أيام من دخول رتل مشابه من معبر كفرلوسين، وضم خمس سيارات دفع رباعي لضباط أتراك وترافقها آليات تحمل رشاشات متوسطة.

ولم يتوقف دخول تعزيزات الجيش التركي إلى نقاط المراقبة في إدلب، في الأيام الماضية، وخاصة نقطة شير المغار في جبل شحشبو، والتي تعرضت لقصف مدفعي أكثر من مرة، ووصلت قوات الأسد إلى حدودها الغربية بالسيطرة على بلدة الحويز.

وكانت تركيا أعلنت على لسان وزير دفاعها، خلوصي آكار، في 22 من أيار الحالي، أنها لن تسحب قواتها العسكرية من محافظة إدلب، في ظل تصعيد عسكري من قوات الأسد تجاه المنطقة.

وقال آكار، "القوات المسلحة التركية لن تنسحب من نقاط المراقبة في إدلب بكل تأكيد". وأضاف "إخلاء موقع المراقبة في إدلب بعد هجوم النظام لن يحدث بالتأكيد، لن يحدث في أي مكان".

وكانت تركيا توصلت إلى اتفاق مع روسيا في سوتشي، في 17 من أيلول الماضي، يتضمن إنشاء منطقة منزوعة السلاح بين مناطق المعارضة ومناطق سيطرة النظام في إدلب.

المنطقة بعمق 15 كيلومترًا في إدلب و20 كيلومترًا في سهل الغاب بريف حماة الغربي، وينص الاتفاق على انسحاب الفصائل الراديكالية من المنطقة المتفق عليها.

ومنذ مطلع 2018، ثبت الجيش التركي 12 نقطة مراقبة في إدلب، بموجب اتفاق خفض التصعيد.

ويرى الجنرال المتقاعد إسماعيل حقي بيكين، الرئيس السابق لدائرة الاستخبارات في الأركان التركية، أن الاستخبارات الأمريكية والأوروبية واستخبارات بلدان المنطقة تستخدم التنظيمات في إدلب. وتسعى للربط بين تركيا والعناصر الراديكالية.

وينقل الكاتب التركي تونجا بنغن، في مقال بصحيفة ملليت، عن بيكين قوله إن هذه الأجهزة تعمل على اتهام تركيا بدعم التنظيمات الراديكالية، والتعاون معها. هذا ما تقوم به أجهزة الاستخبارات، لكنها ستترك الإعلان عنه للسياسيين الأمريكيين والأوروبيين.

ووفقًا لبيكين، قد يقدم هؤلاء على هذه الخطوة في وقت بحيث من الممكن أن تقع تركيا في وضع حرج. "بمعنى أنها بينما ستكون منشغلة بمعالجة مشكلة خطيرة كشرق المتوسط وقبرص، ستضطر للتعامل مع المشاكل التي تثيرها الأجهزة الاستخباراتية في إدلب، وتوجيه قوة أكبر إلى هناك. وقد تجبر على دخول قتال فجأة".

بدوره يقول الكاتب نهاد علي أوزجان، في مقال بصحيفة ملليت، إنه يمكن القول إن تحرك قوات النظام بدعم من روسيا يهدف للسيطرة على طريقي حلب- اللاذقية وحلب- حماة.

وهذا الهدف العسكري، وفق أوزجان، يعني اندلاع قتال شديد جنوب وجنوب شرق إدلب، وهو ما يجعل نشوب أزمة إنسانية أمرًا يستحيل تفاديه.

لا تقتصر المشكلة بالنسبة لتركيا على اللاجئين فحسب، فالأولوية لأمن القوات الموجودة في نقاط المراقبة. يقول الكاتب التركي.

ويضيف: "بدأ الغموض يخيم بسرعة على "الهدف السياسي" الذي حددته تركيا في إدلب. فالمهام العسكرية والترتيبات الموضوعة من أجل تحقيق الهدف السياسي أصبحت بمثابة مجازفة بالنسبة لصناع القرار السياسيين والعسكريين، أكثر من دعمها الهدف السياسي.

ليست تعاريف الزمان والمكان والصديق والعدو واضحة. ولذلك حان الوقت لإعادة التفكير فيما تم إنجازه وما لم يتم، ومنح الأولوية لأمن العسكريين. وفق رأي الكاتب.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!