غونري جيوا أوغلو – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

منظومة صواريخ إس-400 الدفاعية الروسية هي "أزمة كاملة لا تشوبها شائبة"..

وجه وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة باتريك شاناهان خطابًا إلى نظيره التركي خلوصي أكار، يقول فيه باختصار إن "على الطيارين الأتراك الذين يتدربون على مقاتلات إف-35 في أريزونا وفلوريدا، أن يغادروا الولايات المتحدة حتى 31 يوليو/ تموز".

ويلفت شاناهان إلى أن الطاقم التركي لن يتمكن من المشاركة في الأنشطة المتعلقة بمقاتلة إف-35، مضيفًا: "رغم حرصنا على مواصلة علاقاتنا، التي نوليها الأهمية، فإن تركيا لن تحصل على مقاتلات إف-35 في حال استلامها منظومة إس-400".

الموقف التركي حاليًّا "هادئ"، وسيسعى لمداراة الوضع إلى حين انعقاد اجتماع وزراء دفاع الناتو أواخر يونيو/ حزيران. تعد تركيا ملفًا يشرح سبب توجهها للحصول على إس-400.

ستزيد أنقرة ضغوطها بخصوص مقترح تشكيل لجنة مشتركة بين تركيا والولايات المتحدة من أجل منظومة إس-400.

تدعي الولايات المتحدة أن كلفة مشروع مقاتلات إف-35 تريليون دولار، وأن نشر إس-400 في تركيا واستلامها مقاتلات إف-35 قد يؤدي إلى انهيار المشروع.

وتقول: "قد تكشف إس-400 بعض الأسرار الهامة لمقاتلة إف-35، وبالتالي فإن مشروعًا بقيمة تريليون دولار سيضيع هباءً".

أما تركيا فتقول إن من الممكن التغلب على هذه العقبة. وتدعو لتشكيل لجنة مشتركة من أجل توضيح المسوغات وإيجاد حل لتجاوز العقبة.

بدورها، لم تقف روسيا متفرجة، وصرحت:

"تم استكمال تقويم التسليم والتنفيذ. خرجت بطاريتان من منظومة إس-400 يوم الثلاثاء من خط الإنتاج بعد تحميلها برنامجًا حاسوبيًّا خاصًّا بتركيا. سيكون طاقم روسي خاص مكون من 9 أشخاص في تركيا يومي 27 و28 يونيو من أجل الإجراءات الأولية. القسم الأول من إس-400 سيصل تركيا في غضون شهر. ستدفع تركيا لروسيا ثمن البطاريات كلها 2.5 مليار دولار".

بمعنى أن روسيا أيضًا تمارس ضغوطًا لإتمام الصفقة.

هما خياران أحلاهما مر. كما قلت في مطلع المقالة "أزمة كاملة لا تشوبها شائبة"..

هل هناك أمل؟

نعم.. إذا تشكلت اللجنة المشتركة التي اقترحتها تركيا، وصدر عنها قرار سلبي بخصوص إس-400، عندها يبدو أن هناك مخرجًا، من الناحية القانونية.

لأنه بحسب الاتفاق بين موسكو وأنقرة "في حال أظهرت منظومة إس-400 عدم انسجام مع الأنظمة الأمنية التركية الأخرى، فإن من حق تركيا فسخ العقد من جانب واحد".

لكن.. في حال فسخ عقد إس-400، يجب النظر إلى الموقف الروسي من الوضع الحالي لتنظيم "ي ب ك/ بي كي كي" بدءًا من إدلب وحتى الحدود العراقية.

وعلينا أن نتذكر تأثيرات وقف روسيا استيراد الطماطم التركية، وتداعيات إحجام السياح الروس عن المجيء إلى تركيا.

بالنتيجة، تركيا محقة.. لكن عندما تتصارع الفيلة قد لا يكفيك أن تكون محقًا..

عن الكاتب

غونري جيوا أوغلو

كاتب في صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس