هاكان جليك – صحيفة بوسطا – ترجمة وتحرير ترك برس

في آخر عدد لها، صدرت مجلة "الإيكونوميست" بغلاف رائع. تحت عنوان "أسلحة الدمار الشامل" توضح المجلة مدى تشكيل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهديدًا على العالم من خلال الأمثلة.

تشبه الإيكونوميست في عنوان غلافها "Weapons of Mass Disruption" ترامب بأسلحة الدمار الشامل. 

وفي الحقيقة، يسلك ترامب طريقًا مدمرًا من خلال السياسات التي يتبعها. فمنذ وصوله السلطة أثار جدلًا خطيرًا مع زعماء كندا والمكسيك وفرنسا وألمانيا. 

كما تفرض واشنطن أشد العقوبات على روسيا والصين وإيران، فيما تشهد علاقاتها مع موسكو توترًا عسكريًّا خطيرًا، وتخوض مع بكين حربًا تجارية واسعة النطاق. 

يواصل ترامب طريقه وهو يتبع سياسة "القوة والضغوط والتهديد ودعم الانقلابات والحرب العلنية" في مواجهة العالم بأسره.

***

تشهد كل مناطق الشرق الأوسط صراعات، ويسيطر عدم الاستقرار على منطقة واسعة تمتد ما بين البلقان والقوقاز حتى شرق المتوسط. 

في مثل هذه الظروف، هل تجر الإدارة الأمريكية بلدًا هامًا كتركيا، إلى الاضطرابات من أجل صواريخ إس-400؟ هل تقدم على خطوات لا يمكن الرجوع عنها؟

الإجابة عن هذا السؤال هي "لا"، في الأحوال الطبيعية. لكن بالنظر إلى التصريحات والتهديدات الواردة حتى اليوم من الولايات المتحدة، أشعر بالقلق من حدوث توترات كبيرة جدًّا في المرحلة القادمة.

سيكون لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع ترامب في قمة مجموعة العشرين باليابان، آخر فرصة في هذه المرحلة. 

وصلت الأمور إلى حد سيئ لدرجة أن أنقرة قد تكون الطرف الخاسر بتأثير ضغوط الكونغرس والبنتاغون، على الرغم من تقديم ترامب بعض التعهدات بأن تركيا لن تتضرر في قضايا معينة. 

تواجه تركيا عواقب وخيمة بسبب سوء علاقاتها مع جميع السلطات في الولايات المتحدة، خلال هذه الفترة. تقف وزارتا الخارجية والدفاع الأمريكيتان والبيت الأبيض والكونغرس ووسائل الإعلام وجماعات الضغط كلها ضد تركيا. 

***

في حال إتمام تركيا صفقة إس-400، ستشتمل العقوبات الأمريكية على المقاطعة الاقتصادية ووقف مبيعات الأسلحة وأجزائها. 

أعلنت واشنطن أنها ستخرج تركيا من مشروع إنتاج مقاتلات إف-35، في حال عدم تراجعها عن صفقة الصواريخ الروسية. بل إنها أقدمت على الخطوات الأولى في هذا الخصوص. 

إن لم تتراجع واشنطن عن قرارها لأي سبب فإن تركيا ستتعرض لأضرار اقتصادية وعسكرية جدية. لكن هذا الوضع سيؤدي إلى خسارة الولايات المتحدة أيضًا. لأن تركيا بلد هام جدًّا وإن كانت تواجه مصاعب اقتصادية. 

هذا الصراع وردود الفعل المتبادلة ليست في مصلحة أحد. ينبغي إيجاد طريق للمصالحة في نقطة مشتركة على الرغم من المواقف المختلفة. 

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس