ترك برس

رأى خبراء ومحللون أتراك أن تركيا تتعامل مع قوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، على أنها قوات متمردة، وتدعم بنفس الوقت الحكومة المعترف بها في طرابلس، وربما ترد على تهديداته مستقبلا دون أي تحذيرات مسبقة.

وقبل أيام، هدّد بيان نشرته قناة "ليبيا الحدث"، التابعة لقوات حفتر؛ باستهداف المصالح التركية، بما فيها الشركات والمؤسسات والمشاريع.

وبرر البيان التهديد بمزاعم تتعلق بالسيادة الليبية رغم استعانة قوات حفتر بأطراف خارجية مختلفة في هجومها على حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا.

وتتعاون العديد من الدول، بما فيها تركيا، مع حكومة الوفاق، في إطار مساعي إعادة الاستقرار للبلاد، وإنهاء النزاع في البلاد سلميًا. بحسب وكالة الأناضول التركية.

المحلل السياسي التركي، أوكتاي يلماز، صرح بأن "تركيا تتعامل مع قوات حفتر على أنها قوات متمردة، وتدعم بنفس الوقت الحكومة المعترف بها في طرابلس".

وأشار يلماز إلى أن الرد التركي بعد تهديدات حفتر كان قويا، ودليل ذلك الإفراج الفوري عن المواطنين الأتراك، معتبرا أن ما جرى معهم هو عين الإرهاب الذي تقوم به مليشيات حفتر.

وتابع: "هم مجموعات إرهابية، وتركيا لديها الخبرة الكافية للتعامل معها إذا استمر تهديد المصالح التركية في ليبيا". وفق صحيفة "عربي21" الإلكترونية.

ولفت إلى أن الرد التركي ربما يكون مباشرا إذ إن تركيا تملك الإمكانات لذلك، أو غير مباشر، كون تركيا تدعم الحكومة الشرعية في البلاد.

بدوره توقع الكاتب والمحلل السياسي التركي، برهان كور أوغلو، أن يزيد الموقف الأخير الصادر من مليشيات حفتر من حدة التعامل التركي مستقبلا.

وتابع كور أوغلو بأن الموقف التركي من ليبيا مبدئي، وأساسه دعم المسار الديمقراطي والحكومة الشرعية في طرابلس.

وأوضح أن حفتر يحاول النفاذ إلى العملية السياسية في ليبيا عبر السلاح، وإن ما قامت به مليشياته من اختطاف لمواطنين أتراك هو حدث إرهابي.

وأكد كور أوغلو أن "حفتر التقط الرسالة التركية، وإن تركيا ربما ترد عليه مستقبلا دون أي تحذيرات مسبقة إذا مس بالمصالح التركية في ليبيا".

كما توقع المحلل التركي دعما أكبر لحكومة الوفاق من الجانب التركي.

من جهته، قال الباحث الليبي ورئيس مؤسسة الديمقراطية وحقوق الإنسان، عماد الدين المنتصر، إن "كلام حفتر ومتحدثه ما هو إلا تهديد أجوف يحاول به الأخير أن يبعد أنظار مؤيديه عن مسؤوليته الشخصية عن الفشل الذريع الذي لحق به في مدينة غريان".

وأوضح أن "حفتر لا يمتلك القدرة العسكرية أو الإرادة السياسية لمواجهة دولة بحجم تركيا، أو استهداف طائراتها وسفنها وشركاتها، لأن الأخيرة سترد عليه باستهداف مركز قيادته في "الرجمة" وإزالته من الوجود"، حسب وصفه.  

وتابع: "أما بخصوص منع الرحلات الجوية للمنطقة الشرقية وتأثيره، فلن يحقق إلا مزيدا من المعاناة للمدنيين الذين سيضطرون للسفر إلى تركيا عن طريق مسارات أخرى غير مباشرة". وفق "عربي21".

وقالت الناشطة من الشرق الليبي، هدى الكوافي، إن "التأثير من وراء هذه التهديدات سيكون اقتصاديا في المقام الأول، كون أغلب الأسواق خاصة في الشرق الليبي تعتمد على الاستيراد من تركيا كون المنتجات التركية تحوز على ثقة المواطن الليبي، لذا سنرى ارتفاعا في الأسعار ما يسبب ضغطا أكثر على الشعب".

وأضافت: "أما تهديد حفتر للطائرات والسفن القادمة من تركيا فهو تهديد غير جدي، وإذا فعلها ستكون مغامرة غير محسوبة المخاطر، وقد تحول المنطقة لساحة حرب نتائجها ستكون كارثية، والخلاصة أن المواطن هو الخاسر الأكبر وكلما استمر سكوته على هذه القرارات كلما زادت خسارته"، وفق تقديرها.

وأكد الناشط والمدون الليبي، مصطفى شقلوف، أنه "بحكم تواجد وسيطرة "المشير حفتر" على المنطقة الشرقية فهو قادر على تنفيذ قرار منع الرحلات بين المدن الشرقية واسطنبول، لكن تهديده للناقلات والسفن التركية فهذا أمر صعب على دولة جريحة كليبيا لا يوجد بها من يستطيع بسط كامل نفوذه عليها".

واستدرك قائلا: "ناهيك طبعا عن كون تركيا عضو فاعل وثاني أكبر قوة في حلف "الناتو" وهو ما يصعب مواجهتها أو تحديها، وكل هذه الخطوات ستعود –للأسف- بالضرر الكبير على أهل الشرق كون أغلبهم يسافر إلى اسطنبول للتجارة أو السياحة أو العلاج، وبعد القرار سيضطرون للذهاب إلى مصر أو تونس أو طرابلس أو مصراتة حتى يمكنهم الوصول إلى الأراضي التركية وهذه معاناة كبيرة".

وبخصوص تأثير القرار من الناحية الاقتصادية والتجارية، قال شقلوف: "حتى الآن لا يوجد قرار رسمي بهذا الأمر، وكله مجرد خطاب إعلامي، لذلك يصعب التنبؤ بتأثيره اقتصاديا، لكن ظني أن السياسيين يفصلون جيدا بين الاقتصاد والسياسة".

ووصف المحلل السياسي الليبي، أسامة كعبار، التهديدات التي أطلقها حفتر ضد تركيا بأنها تهديدات "كوميدية" ومضحكة، "فلا هو ولا داعموه الإقليميون "الإمارات والسعودية ومصر" يملكون الجرأة أو القدرة على استهداف أي مصالح لدولة ذات قوة ضاربة تجاوزت حدودها الإقليمية"، كما عبر.

وتابع: "هذه التهديدات وخاصة قرار إيقاف الطيران سيتسبب له في إشكالية كبيرة مع الحاضنة الاجتماعية له في الشرق لوجود عمليات تجارية واستيراد كبير من تركيا، والتي لا تشكل شيئا في الميزان التجاري التركي لكنها تعتبر كل شيء لتجار شرق ليبيا، وأتوقع تراجعه عن هذا القرار"، حسب رأيه.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!