أمين بازارجي – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

انتهت الزيارة التي قام بها إلى المغرب نائب رئيس الوزراء نعمان كورتولموش مع الوفد الموسّع الذي رافقه من رئاسة الجمهورية. وبدأت هذه الزيارة من كازابلانكا وانتهت بفاس مرورواً بالرباط.

وفي طريق العودة نظرنا مع السيد نعمان من أفريقيا إلى الشرق الأوسط وتركيا...

لا زال عدم الاستقرار سائداً في الشرق الأوسط. فالأسد لايزال في رئاسة سورية. ولم يستطع النظام الدولي إلى الآن الوصول إلى حل للوضع. وفي هذه الحال يسأل نعمان كورتولوش أيضاً:

إذا لم يغادر الأسد فما هو شكل الديمقراطية التي ستقيمها في سورية؟

وبغض النظر عن الديمقراطية كيف ستضمن الاستقرار وحماية الناس في هذه المنطقة؟

بقاء هذه الأسئلة بدون جواب مشكلة كبيرة!

وجود داعش التي تتمركز في سورية والعراق يشكل مشكلة من أجلنا ومن أجل العالم أجمع...

وبتعبير نعمان كورتولموش فإن داعش تتكون من الجيل الثاني للجهاديين. وفيهم الكثير ممن هم من أصول أفغانية وشيشانية. وبرأي كورتولموش فإن صفاتهم المشتركة هي:

وُلدوا في الحرب ولم يروا آباءهم وأمهاتهم. وليس لهم أي أمل في هذه الدنيا. ويؤمنون بأن هذه الحياة لن تمنحهم أي شيء...

وبجملة أخرى فإن هؤلاء المقاتلين هم نتاج المآسي التي عاشها المسلمون في مناطق محددة من العالم الإسلامي!

والواقع أن الذين عاشوا تلك المآسي هم أكثر من يسبب الويلات المعاشة اليوم بسبب داعش.

علاوة على ذلك يتحدث كورتولموش عن تدبير عسكري عالي المستوى:

لا تقف الاستراتيجية وحدها وراء هؤلاء بل هم مدعومون من دولة كبرى أو ممن يفكر بعقل الدول.

ولكي يوضح الصورة أكثر يضيف إليها عدم الاستقرار الحاصل في سورية والعراق. ومن ثم يلفت الانتباه إلى الذعر الحاصل في الغرب:

يهتمون بالأرقام. عدد الأشخاص الذين أتوا من المكان الفلاني أو من العرق الفلاني. ولنفترض أنكم قتلتموهم جميعاً في الغد. هل ستنتهي المشكلة؟ سيظهر غيرهم. مادامت العقول التي تمدهم بالاستراتيجية موجودة!

ويوجد لكورتولموش فكرة أخرى ...

تقوم الدول الغربية بإلقاء الاتهامات على دول أخرى, ويستعملون بحقها مصطلحات من مثل "الدول الداعمة للإرهاب" !

فمثلاً يقولون أنه قد أتى من المغرب ألف أو ألفا شخص. ويسأل نعمان كورتولموش:

كم هو عدد الأشخاص الذين يأتون من بلجيكا ومن فرنسا؟ كم هو عدد الأشخاص المنتسبين إلى داعش من إيطاليا وانكلترا وألمانيا؟

ويتابع بسؤال آخر:

إذا تابعنا بنفس المنطق, هل نقول أن البلجيكيين والهولنديين والفرنسيين يقدمون الدعم للإرهاب؟

أي أننا أمام مسألة يصعب جداً التحكم بها من قبل المجتمع الدولي !

إذا عدنا مرة أخرى إلى الوضع الداخلي...

وفقاً لنائب رئيس مجلس الوزراء نعمان كورتولموش, يجب على تركيا أن تضمن أمنها أولاً. فالهدف هو ضمان السلام ونزع الأسلحة وخلق مناخ يستحيل معه أن يتسلح أي تنظيم إرهابي مرة أخرى.

ويشير إلى التقدم المهم الحاصل في هذا الخصوص:

بدأت تظهر شريحة من الناس الذين ينتقدون التنظيمات الإرهابية بشكل واضح وقد رأينا ذلك من خلال مشاركتنا بالاجتماعات التي أقيمت في الشرق والجنوب الشرقي.

ويلفت الانتباه إلى نقطة أخرى حيث يقول نحن أيضاً لدينا العديد الدراسات:

نعرف أن المقاتلين في الشرق يعيشون 28 سنة على الأكثر. يوجد الكثير من الظروف السيئة, حيث يتسبب المرض والظروف السيئة بموتهم. وأنا لا أظن أن التنظيمات الإرهابية يمكن لها بعد الآن أن تتحمل تلك الشروط وأن تفكر في التسلح والهروب إلى الجبال مرة أخرى.

ويرى نائب رئيس الوزراء كورتولموش أن هناك عقلية جديدة آخذة بالظهور في تركيا ولكن هذه العقلية لم تصل إلى المستوى المؤسساتي بعد, حيث يقول: "تخلصنا من النظام القديم ولكننا لم ننشئ النظام الجديد بعد"

ويتحدث بالترتيب عما يجب فعله:

تحتاج تركيا من أجل ذلك إلى تغيير في الدستور. ويجب تغيير نظام الأحزاب السياسية والنظام الانتخابي. ويجب التخلص من القوانين المنافية للديمقراطية والتي خلفها لنا 12 أيلول. 

عن الكاتب

أمين بازارجي

كاتب في جريدة أقشام


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس