عمر أوزكيزيلجيك - The New Turkey - ترجمة وتحرير ترك برس

في مقالتي السابقة حول مصير نقطة المراقبة التركية في مورك، قلت إن لدى تركيا أربعة خيارات لمنع حصار جنودها من قبل نظام الأسد: الانسحاب، أو التراجع، أو التصعيد، أو منع الحصار. في 19 آب/ أغسطس، لم تستخدم تركيا أيا من هذه الخيارات، وقُطع طريق الإمداد إلى نقطة المراقبة في مورك. فشلت محاولة القوات المسلحة التركية في اللحظة الأخيرة لإرسال قافلة، حيث منعت هجمات النظام القافلة من الوصول إلى خان شيخون.

على افتراض أنه لن تحدث معجزة قريبًا، تحتاج السلطات التركية إلى مقاربة جديدة لإدلب. يجب أن يبدأ هذا بالتوصل إلى صفقة إخلاء وتأمين سلامة الجنود المحاصرين في مورك. خلاف ذلك، إذا لم يتم إخلاء الجنود الأتراك، فقد يكون مصيرهم سيئا. ليس معروفًا ما الذي سيفعله النظام وميليشياته، وليس هناك ضمانة بأن روسيا يمكن أن تمنع النظام أو ميليشياته من القيام بعمل أحادي ضد الجنود الأتراك. في هذه المرحلة، لا تزال هناك خيارات لتركيا في إدلب لتشكيل نهج جديد.

في صباح يوم 19 أغسطس، أرسلت القوات المسلحة التركية قافلة ضخمة من الدبابات والعربات المدرعة باتجاه خان شيخون. كان الهدف هو إنشاء قاعدة في البلدة الاستراتيجية الواقعة على الطريق السريع M5 من أجل تأمين طريق الإمداد نحو نقطة المراقبة في مورك. عندما اقتربت القافلة من خان شيخون، سقطت قذائف أمام القافلة ومنعتها من المضي قدمًا. بعد ذلك بدقائق، أصابت ضربة ثانية مؤخرة القافلة وضربت مقاتلي المعارضة السورية الذين كانوا يرافقون القافلة التركية. بعد خمس ساعات أدانت وزارة الدفاع التركية الحادث. ومع ذلك، عندما حاولت القافلة التحرك للأمام مرة أخرى، قصف الطريق مرة أخرى وتوقفت القافلة. بعد الفشل في منع حدوث هذا الحصار، لم يخاطر الجانب التركي بالتصعيد أيضًا. لم يحدث أي انتقام أو أي نوع آخر من التصعيد نحو نظام الأسد. علاوة على ذلك، يبدو أن صفقة مع روسيا لتأجيل أي إجراءات تجاه القوات التركية لم تحدث.

منذ ذلك الحين، بقيت القافلة التركية في المنطقة المفتوحة وتنتظر. في غضون ذلك، تمكن نظام الأسد من الاستيلاء على حاجز النمر وقطع الطريق السريع M5 إلى خان شيخون ومورك. خلال الليل، بدأ النظام عملية في خان شيخون بمعدات الرؤية الليلية الجديدة التي قدمتها روسيا وتمكن من الاستيلاء على أجزاء من المدينة بحلول الفجر. مع الخسارة الحتمية لخان شيخون، تم إجلاء المعارضة السورية في معظمها من الجيب في شمال حماة، لكن بقاء الجنود الأتراك في مورك جعل هذا الخيار الأخير بالانسحاب قد فات أوانه، وحدث سيناريو أسوأ حالات الحصار ضد الجنود الأتراك في نقطة المراقبة في مورك.

بعد هذا التطور، أصبحت نقاط المراقبة التركية في إدلب عديمة الجدوى، وقد يفعل نظام الأسد وروسيا الشيء نفسه مع نقاط المراقبة الإحدى عشرة الأخرى. ومن أجل عدم المخاطرة بحياة الجنود الأتراك، يتعين على تركيا إجلاء أو سحب جنودها بدءًا من جنودها في مورك. هذه الخطوة من شأنها أن تفتح الطريق أمام كارثة إنسانية في إدلب يستهدف فيها نظام الأسد 3.5 مليون مدني. وفقًا لتقديرات مختلفة، قد يحاول ما بين مليون إلى مليوني سوري عبور الحدود إلى تركيا كلاجئين.

ونظرا لأن هذا السيناريو غير مقبول، فإن تركيا بحاجة إلى إيجاد طريقة لمنع حدوث ذلك. قد تساعد حماية المتمردين في إدلب بمنح حماية خاصة أو آلية مختلفة مثل حزام الأمان على طول الحدود في هذا الصدد. ومع ذلك، يبقى خيار التصعيد دائمًا ولكن المخاطرة بحرب ضد نظام الأسد وروسيا يبدو مستبعدا للغاية في ظل الظروف الحالية. 

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس