حسين يايمان - صحيفة وطن - ترجمة وتحرير ترك برس

ما زالت النقاشات مستمرة حول حديث أردوغان عن طلبه "الحصول على 400 مقعد" في البرلمان المقبل، ليأتي أول تعليق للمعارضة فورا من باب أنّ على أردوغان – كرئيس للجمهورية- أنْ يكون حياديا، وأنا بدوري عليّ أنْ أفتح أقواسا هنا لأقول:

المعارضة لم تفهم الحقيقة بعد، لقد تغيّر النظام في الدولة، لكن المعارضة لا تستطيع رؤية ذلك، فاختيار الشعب بصورة مباشرة لرئيس الجمهورية غيّر النموذج القائم، ليصبح فعليا نظام شبه رئاسي حتى لو بقي اسمه نظام برلماني، وعندما يختار الشعب رئيسه بصورة مباشرة هو فعليا يختار رئيسا من حزب سياسي، هذه نقاشات قديمة لكن أكررها من باب التذكير.

لا تريد المعارضة التصالح مع الواقع، فهي ما تزال تمارس معارضتها من خلال نقد حزب العدالة والتنمية، ولا تقوم بحملات وتحركات استراتيجية تغيّر وجهة نظر المجتمع أو تقدم له البدائل الأفضل، وما داموا هكذا لن تتغير النتائج التي يحصلون عليها، ويتكرر الأمر نفسه في موضوع الحصول على 400 مقعد لحزب العدالة والتنمية، فلو ركّز كل من حزب الشعب الجمهوري وحزب الحركة القومية على أهدافهم لكان خيرا لهم من الإجابة والتعليق ونقد حديث ورغبة اردوغان تلك.

أهداف أردوغان الثلاثة

عندما تنزلون إلى الميدان ترون كيف أنّ حزب العدالة والتنمية يعملون على التعبئة والحشد بكل إخلاص، بينما المعارضة إلى الآن لم تضع تقويمها من أجل الانتخابات، وهذا يسبب تعكيرا للأجواء الحماسية في القواعد الشعبية لها ويؤدي إلى تقليلها، فبنزول المعارضة المتأخر إلى الميادين، يكونون قد تركوا الساحة لمنافسيهم، لكن لا يوجد في المعارضة من يملك ذكاء يوصله لهذه التفاصيل الدقيقة.

طلب أردوغان الحصول على 400 نائب عن حزب العدالة والتنمية في الانتخابات المقبلة، هو في المحصلة مجرد طلب ورهان سياسي، فأردوغان سيدخل الانتخابات المقبلة لتحقيق ثلاثة أهداف، الأول، هو حصول حزب العدالة والتنمية على أغلبية تمكنه من تغيير الدستور لوحده، والثاني هو تفعيل النظام الرئاسي، والهدف الثالث هو الحصول على 400 مقعد من أجل تحقيق الهدفين الأول والثاني.

لا يتهرّب حزب العدالة والتنمية من المخاطر التي قد يتعرض لها الحزب فيما إذا تم تفعيل النظام الرئاسي في البلاد، لكنهم يذكروننا بمبدأ الأمريكان القائل "كلما كانت المخاطر أكبر كلما كان الربح أعظم"، فالعدالة والتنمية ربما لن يستطيع الحصول على 400 مقعد في الانتخابات، لكنه يريد بذلك وضع هدف عالٍ أمام تنظيم الحزب من أجل المحافظة على الديناميكية والفعالية داخل قواعده الشعبية.

ما هدف أردوغان؟

1- يريد وضع هدف أمام تنظيم الحزب وتشكيلاته من أجل تحفيز العاملين والقواعد الشعبية للحزب.

2- يهدف أيضا إلى إغاظة المعارضة وإخضاعها تحت إطار قلة الحيلة والعجز المستمر للتأُثير سلبيا عليهم بصورة أكبر.

3- يهدف إلى الحصول على أغلبية تمكنه من تغيير الدستور وتفعيل النظام الرئاسي.

4- يريد وضع رهانه السياسي أمام المعارضة من أجل أنْ يتحداها.

5- يريد إبقاء هدف 2023 قائما وحيّا وإظهار هدف جديد أمام المجتمع.

يريد الحيلولة دون عدم ذهاب بعض المؤيدين للعدالة والتنمية إلى صناديق الاقتراع لضمانهم الفوز كما حصل في الانتخابات الأخيرة، ويريد فعل ذلك من من خلال زيادة وتكثيف الحديث عن أهمية الانتخابات المقبلة وإظهارها على أنها مفصلية، ووضع أعلى هدف وطموح ممكن من أجل أنْ يشارك الجميع بها.

يهدف إلى ضمان الحصول على 350 مقعد على الأقل من خلال طلب الفوز بـ400 مقعد*.


* مجلس الأمة التركي الكبير (البرلمان التركي) يتكون من 535 مقعد، وطلب الحصول على 400 مقعد يعني طلب الحصول على ما نسبته 74%.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس