ترك برس 

اعتبر تقرير لمركز "Valdai Discussion Club" البحثي الروسي أن الاتفاق التركي الأمريكي بشأن شمال سوريا يحد من نجاح نظام بشار الأسد بعد أن كانت قواته على وشك السيطرة على كامل أراضي شمال شرق سوريا، والذهاب إلى الحدود ومنع أي تقدم للقوات التركية وقوات المعارضة المسلحة المناهضة لدمشق. 

وقال تقرير المركز المقرب من الرئاسة الروسية إن الاتفاق أظهر أن الولايات المتحدة، على الرغم من سحب قواتها، لا تزال تبقي الوضع برمته تحت السيطرة وتتصرف في الواقع "كقائد" للعملية في شمال سوريا. 

وأوضح أن قوات النظام السوري والشرطة العسكرية الروسية لم تستطع دخول مدينتي منبج وعين العرب (كوباني) إلا عندما سمح لهم الأمريكيون بذلك، كما أن واشنطن حافظت على نفوذها على قوات سوريا الديمقراطية "قسد" التي وافقت على قبول شروط الصفقة التركية الأمريكية. 

ولفت التقرير إلى أن المجال الجوي فوق شمال شرق سوريا لا يزال تحت سيطرة الولايات المتحدة، حيث قامت طائرات سلاح الجو الأمريكي F-15E بتدمير القاعدة الأمريكية في منطقة عين العرب، بعد أن دخلت القوات الحكومية السورية بالفعل المدينة نفسها. 

وأضاف أن تقدم وحدات من جيش النظام السوري عبر أراضي شمال سوريا قد نفذ على الأرجح بالاتفاق مع الجانب الأمريكي. وهذا يعني أن وجود وحدات قوات النظام السوري في مناطق معينة من شمال سوريا لا يشير بعد إلى نقل هذه المناطق إلى سيطرة دمشق الرسمية.

وبحسب التقرير، فإن إدارة ترامب تمكنت من خلال إبرام صفقة مع تركيا، من تحويل النقد الموجه ضدها، بعد أن وصفت خطوة ترامب بالانسحاب من المنطقة باعتبارها "خيانة للأكراد" و"الهروب" من شمال شرق سوريا. ومن ناحية أخرى، أتاحت الصفقة التركية الأمريكية لواشنطن تجنب المزيد من التصعيد في العلاقات مع أنقرة ومنع الانفصال النهائي عن حليفتها في الناتو.

كما رأى التقرير أن الاتفاق كان مفيدا للجانب التركي، حيث وضع المنطقة من تل أبيض -رأس العين التي جرت فيها عملية نبع السلام، تحت سيطرة القوات التركية والمعارضة السورية دون مزيد من العمليات العسكرية. 

وخلص إلى أن الفوائد التى رجعت على نظام الأسد من إبرام الصفقة التركية الأمريكية ليست واضحة تمامًا؛ حيث إن قوات النظام لم تتمكن من تأمين الحدود بأكملها في شمال شرق سوريا، ولا يزال لدى أنقرة فرصة لتوسيع نطاق العملية خارج المنطقة الأمنية الحالية التي تم إنشاؤها في منطقة تل أبيض - رأس العين، علاوة على أن استيعاب "قسد" ما يزال يتطلب وقتا أكثر مما كان متوقعا. 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!