براء البعلبكي - خاص ترك برس

في كلّ قصة تبدو غريبة أو مريبة وتُخالفُ نتائجُها الواقع المُفترض، ابحث دائماً عن الحلقة المفقودة؛ وهي معلومةٌ ناقصة أو تفصيلٌ صغير لم يُذكَر، سَقَطَ سَهواً أو أُسقِطَ عَمداً؛ هذه الحَلَقة سَتجعلُ أي قصةٍ أو حالةٍ تبدو مختلفةً تماماً عما هي عليهِ في الحقيقة وبالتالي تختلفُ النتائج المُترتبةُ عليها عما هو مُنتَظر ومُتَوقع.

من الطبيعي أن يميل الإنسان إلى كونهِ على حقّ دائماً ويُزعِجهُ أن يكونَ الطرفَ المخطئ وهذا ما يَدفعُ به شعورياً أو من وراءِ الشّعور إلى إخفاءِ بعضِ التفاصيل التي قد لا تكون في صالحهِ؛ لذلك من أولويات أيّ محققٍ أو قاضٍ أو مستشار أن يبحث عن هذه الحلقة أو الحلقات المفقودة في أيّ قضية أو مشروع يُعرضُ عليه.

مرّت وتَمرّ علينا الكثير من القصص لَمثل هذه الحالات سواء في مجال عملنا أو في حياتنا اليومية.. يا أخي الأتراك ما عندهم قانون ولا نِظام "سيستم يوك"!! خير عزيزي شو القصة؟! ممكن نقدر نساعدك.. يا رجل أموري كلّها نظامية وشركتي قائمة وعندي موظفين أتراك وما عليّ أي ديون لأي جهة ومع ذلك تمّ إلغاء إذن العمل الخاصُّ بي!! أخي الكريم يَستحيل حدوثُ هذا بالتأكيد هنالك خطأ ما!! لا يا أخي شغلي كلهُ نظامي ولكن هدول الأتراك عنصريين وما بيعرفوا يشتغلوا.. لا حولَ ولا قوةَ إلا بالله.. طيب لو سمحت أرسل لي صورة عن إذن العمل الخاص بك..

أين موقعُ شركتك أخي الكريم؟! ولماذا ليس في نفس المدينة التي أُصدِرَ منها إذن العمل؟! ها!! يا أخي هذهِ الأمور ليست مهمة أنا شركتي قائمة وأدفع الضرائب وأفيد البلد!! يا عزيزي هذهِ أمور وتنظيمات قانونية لا يمكن تجاوزها، وإن مرّت مرة وغُضَّ النظر عنها لظروف استثنائية رأتها الدولة فلا يعني هذا أن شغلك صحيح وأنها ستمرُّ كلّ مرة بل الصحيح ألا تمرّ، طبعاً كان بإمكانك تجاوز هذه النقطة نظامياً بفتح فرع آخر للشركة بالمدينة التي تعمل بها فعلياً ولكنك بالتأكيد أردت التوفير فكانت هذه النتيجة؛ فلا تَلم النظام بل اللوم على من خالفه.

كثيرة مثل هذه القصص ومتكررة، تفصيل واحد مهما صَغُر قد يقلبُ الحقيقة كاملة ويجعلُ الجاني مجنيّاً عليه.

دُمتم ودامت أوقاتكم بسعادةٍ مُكتملةِ الحَلَقات.

عن الكاتب

براء البعلبكي

رجل أعمال مهتم بالاستثمار في تركيا.


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس