براء البعلبكي - خاص ترك برس

كلّ هذه المفاتيح أو الـ(key words) وغيرها ما هي إلا مُقدمات لِعمل غير نظامي أو غير قانوني؛ في الغالب يهدف إلى توفيرٍ في المال، الوقت أو الجهد وبغض النظر إن كان هذا الفعل على حساب الآخرين، وتحت هذا التصرف تندرج الرّشوة، الواسطة والمحسوبية، وكُلّها تُؤدي إلى نفس النتيجة الحتمية في حال انتشرت وتغلغلت في أي مجتمع وهي الفساد.

المجتمع التركي مثله مثل أي مجتمع في العالم المتحضر هو عُرضة للفساد، لكنه أيضاً في المقابل يشرّع القوانين والآليات القادرة على محاربته بكل تأكيد، ولكن في زمن الهجرات المتلاحقة - وقد كان لتركيا النصيب الأكبر منها - وبِحكم أن معظم الهجرات كانت من بلاد نخر الفساد عظمها على كلّ المستويات من قمّة الهرم فيها انتهاءً بمعظمِ أفراد مجتمعها، يأتي السؤال المهم: ما مدى تأثُّر الدول المستقبلة لهذه الهجرات بهذه الثقافة القادمة؟ أم أن العكس هو المُرجح؟ هل سيستفيد القادمونَ الجُدُد من مجتمَعاتِهم الجديدة إيجاباً؟ يبقى هذا السؤال مطروحاً وتختلف الإجابة عليه باختلاف ظروف ومعطيات الهجرة والمُهاجر والمُستَقبِل.

في تركيا تَندرج الرّشوة تحت القانون الجزائي رقم (252) وهي جريمة لا تستدعي الادعاء الشخصيّ، يُحرك المدعي العام الدعوى بمجرد علمه بوقوعها؛ حيث أنها تؤثر سلباً على نظام العمل الحكومي، وتسقط هذه الجريمة بالتقادم بعد مرور 15 سنة، ويكفي مجرد الاتفاق على الرشوة لِتجريمها ولو لم يتم استلامها وتسليمها، و يعاقب عليها القانون من 4-12 سنة، أما طلب الرشوة أو عرضها بدون اتفاق فَيُعاقَب عليها من 2-6 سنة، وفي حال كان أحد أطراف الرّشوة في منصبٍ قانونيّ مثل الحاكم، نائب عام، كاتب عدل، محامٍ أم محاسبٌ محلف فيتم مضاعفة العقوبة له بنسبة 30-50%.

هذه القوانين من شأنها أن تردع مثل هذه الجرائم وتحميَ مجتمعاتِنا من الفساد والمُفسدين، ولكن ما واجِبُنا نحن كأفراد في هذا المجتمع؟ بكل بساطة لا تدفع أي رَشوة مهما وَجدتها بسيطة؛ فأنت في بلدٍ يحكُمهُ القانون ولا أحد فوق القانون، وأي معاملة نظامية سوف تتم قطعاً بطرقها الرسمية وبلا مُعوِّقات، وفي حال تعرضت لأي معوقٍ فبِإمكانك دوماً اللجوء إلى القانون وثِق بأنك سَتُنصَف.

طيب وبعدين؟! مالها حلّ يعني؟!!

أكيد إلها حلّ واحد.. خلّيك "دُغري" يِحتار الفاسِد فيك.

ودُمتم صالحين مُصلحين.

عن الكاتب

براء البعلبكي

رجل أعمال مهتم بالاستثمار في تركيا.


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس