ترك برس

رأى خبراء في إطار تقييمهم للعملية الجديدة التي تقودها المملكة العربية السعودية ضد الحوثيين في اليمن تحت عنوان "عاصفة الحزم" أنّ دعم تركيا للعملية ليس موقفاً مذهبياً، وإنّما هو استجابة لمطلب إعادة التوازن والاستقرار للمنطقة.

وصرّح نائب رئيس معهد الفكر الاستراتيجي التركي "محمد شاهين" لوكالة الأناضول قائلاً إنّ إيران ساهمت خلال الفترة التي أعقبت احتلال العراق في زيادة حدة التوتر في المنطقة وتعريضها للخطر، وذلك في سبيل أمنها الخاص، موضحاً أنّ العملية تهدف إلى إعادة الاستقرار في المنطقة.

وأشار شاهين إلى انزعاج تركيا من احتمال اندلاع نزاع طائفي في المنطقة، لافتاً إلى تصريح الرئيس التركي باستعداد تركيا لتقديم دعم لوجستي للعملية، ومحللاً ذلك بأنّه "يعني توفير معدات عسكرية غير فتاكة".

ورأى الباحث التركي في الحركة الأخيرة إعادة تأسيس للتوازنات، موضحاً أنّ "بلاده تعارض كافة التصرفات التي من شأنها زعزعة استقرار المنطقة، ولذلك فإنّ موقفها الداعم للعملية ليس موقفاً مذهبياً".

وفي نفس السياق، اعتبر نائب المنسق العام لمؤسسة البحوث الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التركية (سيتا) "محيي الدين أطامان" أنّ سياسات إيران المحافظة وخطابها التوسعي الذي يزداد بشكل يومي في إطار سعيها للعب دور رئيسي في المنطقة كان سبباً رئيسياً في بدء العملية، وذلك في تصريح لوكالة الأناضول.

وذكر أطامان أنّ "تركيا لم تتدخل بشكل مباشر في سوريا المجاورة لها على الرغم من الفوضى وعدم الاستقرار المستمر فيها منذ وقت طويل، كما لن يكون هناك تدخل مباشر في اليمن أيضاً، وستكون مساهمة تركيا بتقديمها دعماً غير مباشر موازٍ للدعم الغربي".

كما اتّفق مع الباحثين السابقين عضو الهيئة التدريسية في جامعة "أولوداغ" التركية البروفسور "طيار آري"، الذي رأى أنّ السياسة التوسعية لإيران في المنطقة وصلت إلى درجة تثير انزعاج العالم العربي والإسلامي، مضيفاً أنّ "الحوثيين المدعومين من قبل إيران في اليمن، أجهضوا عملية الانقال السياسي في البلاد باستخدام القوة، كما أنّ تصرفاتهم أُدينت في عدد من قرارات الأمم المتحدة".

وكان  الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، أعلن أمس الخميس في مقابلة مع قناة "فرانس 24" الفرنسية؛ دعم تركيا للعملية العسكرية "عاصفة الحزم" ضد أهداف للحوثيين في اليمن، استجابة لطلب الرئيس اليمني "عبد ربه منصور هادي"، قائلاً: "ندعم تدخل المملكة العربية السعودية، ويمكننا أن نفكر بتقديم دعم لوجستي اعتمادا على مجريات الوضع".

كما شدد أردوغان" أمس في مؤتمر صحفي بالعاصمة أنقرة؛ أن على إيران "تغيير وجهة نظرها، وعليها أن تسحب كل قواتها ودعمها المالي من اليمن، وسوريا والعراق، وعليها أن تحترم سيادة تلك الأراضي ووحدتها، مضيفاً: " إن تصريحات إيران الأخيرة بشأن الأحداث في اليمن طبيعية، وتوضح ما فعلته حتى الآن في التطورات الجارية بكل من سوريا والعراق، فإيران هنا تبدو وكأنها تريد أن تجعل المنطقة تحت هيمنتها وسيطرتها، فهل يمكن السماح لها بذلك؟ ".

ولليوم الثاني على التوالي تواصل طائرات تحالف عربي تقوده السعودية؛ قصف مواقع عسكرية تابعة للحوثيين في اليمن، ضمن عملية أسمتها "عاصفة الحزم"، استجابة لدعوة الرئيس اليمني "عبدربه منصور هادي"، بالتدخل عسكرياً لـ"حماية اليمن وشعبه من عدوان الميليشيات الحوثية".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!