ترك برس

واجهت الدورية التركية الروسية المشتركة الأولى على الطريق الدولي الواصل بين محافظتي حلب واللاذقية، بمنطقة إدلب شمال غربي سوريا، عراقيل يوم الأحد الماضي، تمثلت في احتجاجات السكان المدنيين، ضد تواجد العناصر الروسية.

هذه التطورات أثارت التساؤلات حول تواصل الدوريات المشتركة التركية الروسية على الطريق الدولي "M4"، بعد احتجاجات من السكان المدنيين في إدلب، على وجود القوات الروسية في مناطقهم.

صحيفة "حرييت" التركية ذكرت أن الدوريات التركية الروسية المشتركة على الطريق الدولي "M4"، في إدلب شمال سوريا، ستتواصل وتزداد فعالياتها في الأيام المقبلة.

وأضافت الصحيفة عن مصادر أنه من المتوقع أن يتم تسيير الدورية المشتركة الثانية اليوم أو غدا الأربعاء، بحسب ما نقله موقع "عربي 21."

وذكرت المصادر الأمنية أنه من الطبيعي أن تجرى أول دورية مشتركة في منطقة ترنبة غربي سراقب، وتم تضييق مساحة تسيير الدوريات عمدا بسبب ردود فعل المدنيين بالمنطقة ضد روسيا، مشيرة إلى أن أنقرة كان لديها تقييمات مسبقة، بوجود ردات فعل قوية ضد الدوريات الروسية.

وأضافت أن "الدوريات التركية تعرضت لمواقف استفزازية مماثلة في عين العرب "كوباني"، شرق الفرات، ومع ذلك تعاملنا معها بحكمة".

وأشارت إلى أنه تم تضييق مساحة تسيير الدوريات المشتركة الأولى يوم الأحد الماضي، لمنع روسيا من القيام بأي رد قاس على الأعمال الاستفزازية ضد قواتها.

وشددت المصادر على الموقف التركي من الجماعات المتطرفة في سوريا، قائلة: "لا ينبغي لأحد التشكيك بأننا سنعطي الرد اللازم على أي استفزازات ضد الدوريات".

من جهته، قال الكاتب التركي، سيدات أرغين، في مقال له بصحيفة "حرييت" التركية، إن منع بعض جماعات المعارضة السورية للدوريات المشتركة الروسية التركية على الطريق الدولي "M4"، علامة تشير للتفاؤل، مشيراً إلى أن الدوريات المشتركة لم تتمكن من القيام بواجباتها وفق المخطط له، واقتصر عملها فقط على نطاق 5- 6 كم فقط بسبب الاحتجاجات.

وأشار الكاتب التركي، إلى أن وزارة الدفاع الروسية في بيانها، الأحد الماضي، تريد إعطاء الجانب التركي وقتا إضافيا لإزالة العقبات أمام المهمة بين الجانبين.

كما تطرق إلى تصريحات وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، في وقت سابق والتي أكد فيها على أن بلاده ستستخدم القوة ضد الأطراف التي لا تلتزم بقرار وقف إطلاق النار بإدلب، بما في ذلك "الجماعات المتطرفة".

وأضاف أن تركيا ستحاول أولا، إقناع هيئة تحرير الشام بالالتزام بقرار وقف إطلاق النار، قبل اللجوء العسكري معها.

ورأى الكاتب التركي، أن هيئة تحرير الشام، تستخدم ورقة إعاقة الدوريات كورقة لديها، من أجل فرض شروط لها في الوضع الجديد بإدلب.

وأكد أن الدوريات المشتركة ستستمر، في الأيام المقبلة، وستظهر تصميمها على فتح الطريق الدولي "M4"، مشدداً على أن الجانبين الروسي والتركي، سيواجهان صعوبات كبيرة في الفترة الأولى، من أجل إعادة فتح الطريق الدولي.

ولم يستبعد الكاتب التركي، أي دور للطائرات المسيرة التركية لفرض السيطرة على الممر الآمن، وإنشاء نقاط روسية وتركية على طول الطريق الدولي، حسب الحاجة بالميدان.

ورأى أن ما حصل في أريحا الأحد الماضي، يشير إلى تحدي المعارضة لوجود الجنود الروس في المنطقة، وهشاشة خطيرة في تطبيق بروتوكول الاتفاق.

والأحد الماضي، واجهت الدوريات الروسية التركية على الطريق الدولي "M4"، اعتصامات شعبية ما أدى لاقتصارها على منطقة سراقب شمال غرب سوريا.

ونظم عدد من ناشطي المعارضة اعتصامات شعبية، ضد الدوريات الروسية، كون موسكو هي من قامت بتهجير أهالي تلك المناطق.

ومطلع مارس/آذار الجاري، أعلن الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين، توصلهما إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في إدلب.

كما صدر بيان مشترك عن البلدين تضمن الاتفاق على إنشاء ممر آمن على عمق 6 كم شمالي الطريق الدولي "إم 4" و6 كم جنوبه، على أن يتم تحديد التفاصيل في غضون 7 أيام.

أيضا تم الاتفاق، وفق البيان، على إطلاق دوريات تركية وروسية فالأحد المقبل، على امتداد طريق "إم 4" بين منطقتي ترنبة (غرب سراقب) وعين الحور، مع احتفاظ تركيا بحق الرد على هجمات النظام السوري.

وجاء الاتفاق على خلفية المستجدات في إدلب إثر التصعيد الأخير الذي شهدته المنطقة، الذي بلغ ذروته باستشهاد 33 جنديا تركيا الأسبوع الماضي جراء قصف جوي لقوات النظام السوري على منطقة "خفض التصعيد".

وإثر ذلك أطلقت تركيا عملية "درع الربيع" ضد قوات النظام السوري في إدلب.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!