ترك برس

التقطت صور بالأقمار الصناعية للميادين والطرق الساحلية والشوارع الرئيسية في أنحاء تركيا التي كانت مزدحمة قبل تفشي الوباء، بعد تفشي وباء فيروس كورونا وامتثال السكان للتدابير المتخذة لمكافحته ولوحظ أنها فارغة بشكل تام.

وأوصت لجنة علمية تابعة لوزارة الصحة بحظر التجول لمدة يومين في 31 ولاية بدت ميادينها و شوارعها وأزقتها التي كانت مزدحمة في العادة هادئة تماما بسبب تدابير مكافحة فيروس كورونا.

التقطت محطة "ITÜ UHUZAM"، أول محطة أقمار صناعية في تركيا التي تعمل على رصد الأرض وتملك أكبر أرشيف صور أقمار صناعية، صورا من الفضاء للطرق الرئيسبة الأكثر استخداما، والطرق الساحلية والمطارات، ومحطات الحافلات والمترو التي كانت مزدحمة جدا وقارنتها بالصور التي التقطت بعد تفشي وباء كوفيد 19.

توقف الحركة في ميادين وسواحل وشوارع إسطنبول

سجلت الأقمار الصناعية فروقات بين الصور الملتقطة في خمس مدن تركية بين 1 و9 آذار/ مارس و9 نيسان/ إبريل، التي شملت سواحل أمينونو وأوسكودار وكاديكوي في إسطنبول. وقلّت حركة مرور المركبات بشكل كبير في شارع "بيويوكديرة" وحول "ماسلاك" و"زينجيرليكويو" والطرق المتصلة بها.

وكانت صورة شارع الاستقلال وميدان تقسيم الملتقطة قبل 1 آذار مزدحمة جدا، وقلت كثافة الموجودين بالصورة الملتقطة في 9 إبريل بحيث صار يمكن عدّهم على الأصابع.

 

توقف الحركة في الحافلات والمترو بأنقرة

انخفضت بشكل كبير كثافة المركبات وحركة الأشخاص في ميدان "كيزيلاي" وما حوله بأنقرة، وفقا للصورة الملتقطة في 14 أبريل.

وعند المقارنة بين الصور الملتقطة في 17 كانون الثاني/ يناير و14 أبريل لمحطة القطار السريع المرتفع وما حولها، لوحظ عدم وجود ركاب ينتظرون الحافلات، وانخفاض حركة المرور وكثافة المركبات على الطرق المتصلة بالمحطات بشكل كبير.

إزمير بدت فارغة يوم حظر التجول

لوحظ أن سواحل "ألسانجاك" و"كوردون" في ولاية إزمير والطرق ومواقف السيارت المحيطة بها فارغة تماما في الصورة الملتقطة يوم حظر التجول 12 إبريل، مقارنة بصورة ملتقطة في 18 شباط/ فبراير.

كما انخفضت كثافة المركبات على الطرق في الصور الملتقطة لجامع أولو والبازار الكبير في بورصة وما حولهما بين 9 آذار و13 أبريل.

وشوهدت كثافة أعلى قليلا للمركبات من بقية المدن للصورة الملتقطة لميدان مولانا في قونيا بين 8 و10 أبريل.

زيادة عدد الطائرات المتوقفة في المطارات

قورنت الصور الملتقطة لمطار أتاتورك بين 9 آذار و9 أبريل، والصور الملتقطة لمطار إسطنبول بين 22 يناير و20 آذار، ولوحظت زيادة عدد الطائرات التي تقف في المطارات بعد توقف الطيران الداخلي والخارجي في تركيا وفي جميع أنحاء العالم تقريبًا.

تحسّن جودة الهواء

أجريت دراسة على تغييرات الجو عبر التقاط عدد من الصور، ولوحظ من خلالها تحسّن جودة الهواء بسبب توقف الحركة بفعل "كوفيد 19". فقد تم قياس متوسط التغيرات في كثافة ثاني أكسيد النيتروجين لمدة ثلاثة أيام بعد "كوفيد 19" بواسطة القمر الصناعي "سنتينال 5P"، في منطقة مرمرة التي تضم إسطنبول، ومنطقة إيجة التي تضم إزمير، ومنطقة داخل الأناضول التي تضم أنقرة، ومنطقة البحر الأبيض التي تضم قونيا.

لوحظ من خلال الدراسة انخفاض نسبة تركيزات ثاني أكسيد النيتروجين في الهواء بشكل كبير في الصور، بينما ازدادت في بعض الأحيان في مناطق الميناء، وبالمقارنة مع نهاية الأسبوع التي فرض فيها حظر التجول، لوحظ انخفاض نسب ثاني أكسيد النيتروجين مما يزيد جودة الهواء ونظافته، في حين تزيد هذه النسب خلال الأسبوع مما يقلل جودة الهواء.

اتباع المزيد من التدابير لمواجهة كورونا في الأسابيع الأخيرة

صرحت مديرة مركز محطة القمر الصناعي "ITÜ UHUZAM" وأستاذة الهندسة الجيوماتيكية في كلية الهندسة المدنية، أليف سارتال قائلة: "أنشئ مركز محطة رصد الأقمار الصناعية الأولى في تركيا في عام 1996 بدعم من هيئة تخطيط البنية التحتية والمعدات"، مضيفة أن المركز يراقب الجو عبر الأقمار الصناعية بالتعاون مع وكالة الفضاء الأوروبية.

وقالت سارتال: "تملك وكالة الفضاء الأوروبية نظامًا لقياس جودة الهواء، نقوم بتنزيل البيانات من هناك ونراقب التغير في جودة الهواء بعد إغلاق المصانع وانخفاض حركة المرور بسبب تفشي وباء كورونا، وقد تأثر الهواء إيجابيا بسبب نقص الغازات الملوثة مثل ثاني أكسيد الكبريت في الغلاف الجوي".

وأضافت: "يمكننا إعداد مقاطع فيديو على شكل رسوم متحركة بالاستفادة من الأقمار الصناعية التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية، نفسر من خلالها كيف تغيرت نوعية الهواء في أوقات مختلفة، حيث تقل كمية ثاني أكسيد النيتروجين في الهواء بالتزامن مع قلة حركة المرور والمصانع، وعند المقارنة قبل وبعد كوفيد 19، نلاحظ تحسّن جودة الهواء، وملاحظاتنا متوافقة بشكل عام مع وكالة الفضاء الأوروبية".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!