عاكف بيكي - صحيفة حرييت - ترجمة وتحرير ترك برس

هناك أردوغانان… أردوغان رسمته جماعة غولن  وأردوغان رسمه زعيم المعارضة كلتشدار أوغلو… الأول هو عميل إيران الذي يريد الاستيلاء على الدولة لمصلحته، والثاني هو الذي يحارب إيران الشيعية ويسوق تركيا إلى الهاوية.

لا يمكن لكلا الادعائين أن يكونا صحيحين...

وإذاً فإمّا أنّ: أ- أحد هاتين النظريتين على الأقل خاطئ.

ب- أو أنّ إحدى النظريتين تلغي الأخرى، ولا يمكن لكلاهما أن تكونا صحيحتان بآن معا.

بعد موقفه الأخير من عملية "عاصفة الحزم" في اليمن قوبل أردوغان بانتقادات حادة اتهمته بالمذهبية.

يرى زعيم المعارضة كلتشدار أوغلو أن أردوغان يصيغ سياسته في الشرق الأوسط على "أساس مذهبي"، لأن:

أولاً: دعم أردوغان في سياساته التي اتبعها في العراق، العرب السنة ضد المالكي المتعصب للشيعية، ومنح طارق الهاشمي الحماية في تركيا، لدرجة التضادّ مع المالكي. وبالنتيجة؛ دخل صراع القوى مع إيران التي تعمل على مد ونشر التشيّع...

ثانيا: دعم الفئات السلفية السنية ضد الأسد الديكتاتوري النصيري، وفتح الحضن للنضال المسلح ضد نظام الأسد.

وكان من إيران أن دفعت الحرس الثوري الإيراني وميليشيات حزب الله لمساندة الأسد النصيري. وبالنتيجة؛ دخل أردوغان في مسابقة الصراع ضد المد الشيعي مع إيران...

ثالثا: اتخذ أردوغان مكانه في صف العملية العربية التي تزعمتها السعودية ضد الحوثيين الشيعيين في اليمن المدعومين من قبل إيران، واعدا بدعم استخباراتي ولوجستي. وصوب فكرة تشكيل جيش عربي، ونتيجة لكل هذا: وقف في وجه المتحدي أمام إيران التي تسعى تشييع الخليج.

إن كان كلتشدارأوغلو محقا... وإذا كان أردوغان هو داعم السنية وإن كانت مواجهة تركيا لإيران ستكون في العراق وسوريا واليمن… فإن المذهبية هي التي تسود، خصوصا وبوتين يقف في صف إيران ويدعمها في تشييع الشرق الأوسط...

فسياسة أردوغان في المنطقة سنية سلفية، وعلى الرغم من أن العلاقات مع السعودية ساءت بعض الشيء بسبب انقلاب السيسي في مصر إلا أنها أمر يمكن تجاوزه...

تقول المعارضة "لم نحافظ على علاقات طيبة إلا مع إيران ولكنه (أردوغان) تشاجر معها". وتصر جماعة غولن على أنّها "خدمة يؤديها أردوغان لإيران" لنشر الفارسية، وتطلق أقوالا عن أن أردوغان يطبق سياسة تشييع الأناضول...

بينما يُقسِم كلتشدار أوغلو بأنّ أردوغان يدافع عن القضية السنية في المنطقة ضد المد الشيعي العجمي. إذا ما نظرنا إلى الوقائع على أنها مجرد حرب بين العرب والعجم وبين السنة والشيعة فإننا سنحصل على نتائج متضاربة وسنقع في الخطأ.

 

عن الكاتب

عاكف بيكي

كاتب في صحيفة حريت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس