جتينار جتين – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس

بينما ينشغل العالم بجائحة كورونا، تصمم الولايات المتحدة على استكمال مخططاتها التي توقفت في سوريا، بخصوص تأسيس دولة إرهابية، وفق منظور مختلف. 

وفي هذا الإطار، بدأت تحركًا صامتًا، الأسبوع الماضي، يرمي إلى وضع الكيانات السياسية الكردية تحت سيطرة وإمرة تنظيم "بي كي كي" الإرهابي.

رغم وجودها العسكري في سوريا إلا أن أجندة تركيا مشغولة بكورونا. ورغم أن الوضع مماثل بالنسبة للولايات المتحدة إلا أنها لم تترك سوريا وشأنها. 

واشنطن تنشئ جيشًا لـ"بي كي كي"

بعد مساعٍ استمرت 21 يومًا، تمكنت واشنطن من التوفيق سياسيًّا بين حركة المجتمع الديمقراطي التابعة لـ"بي كي كي" في سوريا، والمجلس الوطني الكردي السوري. 

تقول مصادر في المنطقة، تحدثت معها، إن الولايات المتحدة عقدت بين الأطراف 16 اجتماعًا في مدينة القامشلي بمحافظة الحسكة، وإن آخر أربع اجتماعات ضمت جميع الأطراف حول طاولة واحدة. 

وبحسب المعلومات التي وصلتني فإن واشنطن نقلت إلى الطرفين الكرديين أنها تخطط لإنشاء جيش جديد في حال استمرار التوافق بينهما. 

وأبلغت الطرفين أن بإمكانها إرسال مستشارين عسكريين جديدين إلى المنطقة من أجل تأسيس كيان عسكري، خلال العام، يتكون من خمس وحدات كوماندوز تعدادها 1120 مقاتل، ووحدة مكافحة إرهاب قوامها 600 عنصر.

وأكدت واشنطن أنه في حال استمرار اتفاق الطرفين الكرديين فإنها تفكر برفع العدد إلى 10 آلاف، بحسب المصادر. 

تمويل الجيش

وتقول المصادر في المنطقة إن 120 مليون دولار سُلمت إلى "بي كي كي" عن طريق الولايات المتحدة، فيما من المقرر تخصيص 400 مليون دولار أخرى تُدفع خلال ثلاث سنوات. 

أما قائد هذا الجيش، فتقول المصادر إنه سيكون "مظلوم كوباني" المعروف باسم شاهين جيلو ومظلوم عبدي واسمه الحقيقي فرهاد عبدي شاهين، الذي أطنب ترامب بالإشادة به وخاطبه باسم "الجنرال مظلوم".

باختصار، تستعد الولايات المتحدة لترك مكانها إلى "بي كي كي" مسلح، وتسعى في الأثناء إلى إخضاع المجموعات الكردية الأخرى للتنظيم. 

هنا يبدأ التهديد الحقيقي بالنسبة لتركيا. المشهد مزعج بالنسبة للإقليم الكردي في شمال العراق أيضًا. لأن "بي كي كي" يعتزم على المدى البعيد رسم خريطة لسيطرته تشمل كركوك والسليمانية. 

موقف روسيا

بحسب ما ذكرته مصادري فإن وفدًا تابعًا لمظلوم عبدي التقى مسؤولين روس في القامشلي الأسبوع الماضي، ويعتزم الاجتماع بهم مرة أخرى يوم 13 مايو/ أيار الجاري. 

الفرق الوحيد في نظرة الولايات المتحدة وروسيا إلى بي كي كي" هو أن واشنطن تريد إقليمًا قويًّا ذاتي الحكم تحت سيطرة "بي كي كي" في المنطقة، بينما تريد موسكو كيانًا أضعف يتخذ قرارات محلية فقط، ويتبع النظام السوري. 

على أنقرة أن تحافظ على يقظتها وانتباهها في سوريا. 

عن الكاتب

جتينار جتين

كاتب تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس