فهمي كورو - صحيفة خبر ترك - ترجمة وتحرير ترك برس

في الحقيقة علينا أنْ نبدأ حديثنا بقرار استقالة "حمدي طوبتشو" رئيس الهيئة الإدارية للخطوط الجوية التركية، والذي قدم استقالته بعد 10 سنوات من العمل الإداري الناجح، فهذا الشخص هو من قاد الخطوط الجوية التركية لأفضل قصة نجاح، حيث أصبحت هذه الشركة من الشركات الرائدة في كل العالم على صعيد الرحلات الجوية.

لا شك أنّ الخطوط الجوية التركية مَدينة لحمدي طوبتشو، وقد توقعنا أنْ تكون استقالة حمدي طوبتشو سببها أنّه يريد نقل خبراته ونجاحاته إلى عالم السياسة، لكن لم يكن الأمر كذلك، فاسم حمدي طوبتشو لم يتواجد على قائمة حزب العدالة والتنمية ولا على قوائم الأحزاب الأخرى.

***

في قراءة أولية لقوائم المرشحين للأحزاب المشاركة في الانتخابات المقبلة، نرى أنّ هناك إشارات عديدة توحي لنا بأنّ هناك متغيرات عديدة ستكون على صعيد السياسة خلال الفترة المقبلة، فكل الأحزاب تقريبا قد خفضت معدل أعمار المرشحين، كما أنّهم فتحوا الطريق أمام المرأة للعمل السياسي.

بكل تأكيد هناك أسماء حفظناها عن ظهر غيب تكررت وتواجدت مجددا على القوائم، لكن هذه المرة عددهم أقل بكثير من المرات السابقة، فحزب العدالة والتنمية تمسك بمبدأ "الثلاث فترات"، كما طبقت الأحزاب الأخرى أمرٌ شبيه بذلك ولو لم يكن التزام تام كما فعل العدالة والتنمية.

بينما في قائمة حزب الشعب الجمهوري نجد أنّ معظمها قد جاء من خلال الانتخابات داخل الحزب، فبالتالي حال ذلك دون وجود أسماء جديدة في المراكز الرئيسية للمحافظات. بينما تواجدت بعض الأسماء الجديدة في قائمة حزب الحركة القومية رغم محافظته على خطوطه العريضة.

أما فيما يتعلق بقائمة حزب الشعوب الديمقراطي، فقد تواجد اسمان فقط هما صلاح الدين دمرطاش وبيرفين بولدان من أولائك الذين تواجدوا لمرتين في البرلمان، بينما تم استبعاد كل من عمل لفترتين كنائب في البرلمان.

أكثر شيء كان يثير التساؤلات في حزب العدالة والتنمية، هو كيف ستكون قائمة الحزب بعد خروج اردوغان لرئاسة الجمهورية، وتسلُّم أحمد داود أوغلو زمام الأمور في الحزب، لكن الواضح أنّ داود أوغلو نجح في المحافظة على استقرار الحزب وتماسكه، ومن الصعب أنْ نعطي اسما واضحا لمن قام باختيار أسماء مرشحي العدالة والتنمية، لأنّ الحزب قام بعمل عدة أمور من استفتاءات شعبية وتصويت وأيضا تقييم شخصي وغيرها من الأمور التي أدت في النهاية إلى تشكيل قائمة حزب العدالة والتنمية، ولا شك أنّ أحمد داود أوغلو قد تدخل لاختيار أسماء نهائية في بعض المحافظات.

لا يمكن لرئيس الجمهورية أنْ يتدخل في قائمة حزب العدالة والتنمية حسب القوانين، أو حتى أنْ تقدّم له القائمة قبل تسليمها للجنة الانتخابات، لكن قائمة الحزب التي سُلمت قد راعت بشكل كبير آراء وحساسية اردوغان.

مهما كان الحزب الفائز في الانتخابات العامة المقبلة، نستطيع القول أنّ عدد النائبات سيزداد، كما أنّ معدل الأعمال سينخفض بصورة كبيرة، وهذا أمرٌ جيد، فثلثي شعبنا هم تحت 30 عام، والمرأة تشكل عاملا هاما في المجتمع التركي.

الأجواء التي تسبق الانتخابات تكون أجواء مليئة بالآمال، بالطموحات، مليئة بالمشاعر والحماس، أتمنى أنْ تمر هذه الانتخابات أيضا كما سابقاتها، بهدوء ومحبة.

عن الكاتب

فهمي كورو

كاتب في موقع خبر ترك


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس