الأناضول

- شهد دير سوميلا، السبت، قداسا للمرة السابعة منذ 2010، بعد انتهاء أعمال ترميمه
- الدير يقع على منحدر وادي "ألتين دره" في جبل "قره داغ" بمنطقة ماتشكا بولاية طرابزون
- الدير مغلق منذ سبتمبر 2015 بسبب أعمال الترميم
- يتكون الدير من كنيسة رئيسة وعدد من الكنائس الصغيرة ومطابخ وغرف طلاب ومضافة ومكتبة ومنبع مقدس
- الجهات المعنية اتخذت عدة تدابير من أجل ضمان سلامة وأمن وصحة وتنقل القادمين إلى القداس

احتفل المسيحيون الأرثوذوكس، السبت، بقداس في "دير سوميلا" بولاية طرابزون (شمال شرق)، للمرة السابعة منذ العام 2010، بعد انقطاع دام 88 عاما.

ويقع الدير على منحدر وادي "ألتين دره" في جبل "قره داغ" بمنطقة ماتشكا، حيث سمحت السلطات التركية للمسيحيين الأرثوذوكس بإقامة قداس فيه مرة كل عام.

ويعد الدير أحد المراكز الدينية الهامة في تركيا، ومنذ 15 أغسطس/آب 2010، تم السماح للمديرية العامة للممتلكات الثقافية والمتاحف التركية، بإقامة قداس سنويا.

وكانت الجهات المختصة قد أكملت الاستعدادات لإقامة القداس الذي يعد "عيدا مقدسا لارتقاء السيدة العذراء مريم إلى السماء" في العالم المسيحي.

وفي نطاق الاستعدادات التي تمت بتنسيق مع مديرية الثقافة والسياحة بالولاية، تم اتخاذ عدة تدابير من أجل ضمان سلامة وأمن وصحة وتنقل القادمين إلى القداس.

وأدى مسؤولو البطريركية في القداس، الطقوس التي قادها البطريرك الرومي بمنطقة "فنر بارثولوميوس" خلال السنوات الماضية.

وشارك عشرات الأشخاص في إحياء الحفل هذا العام، بعد توقف دام 4 سنوات جراء ترميم الدير، وضمن تدابير مكافحة فيروس كورونا.

** افتتاح دير سوميلا بعد الترميم

ودير سوميلا، مدرج ضمن القائمة المؤقتة للتراث الثقافي العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو)، وهو مغلق منذ سبتمبر/ أيلول 2015، بسبب خطر تساقط الصخور.

وفي إطار أعمال الترميم التي بدأتها وزارة الثقافة والسياحة في فبراير/شباط 2016، تم الانتهاء من المرحلة الأولى من مشاريع تنظيم وتجميل المنطقة المحيطة به.

كما جرى بحث وتقوية الصخور من الناحية الجيولوجية والجيوتقنية، وافتتاح جزء من الدير أمام الزوار، حتى منطقة الفناء داخله، في مايو/آيار 2019.

ومع انتهاء المرحلة الثانية من أعمال الترميم، تم افتتاح 65 بالمئة من الدير في 28 يوليو/تموز 2020، بمشاركة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عبر تقنية فيديو كونفرانس، وبحضور وزير الثقافة والسياحة محمد نوري أرصوي.

وفي كلمته خلال حفل الافتتاح، أعلن أردوغان، عن موعد افتتاح الدير أمام الزوار في 15 أغسطس من العام الحالي.

وأضاف وقتها أن "المواطنين الأرثوذكس سيتمكنون من أداء قداس العذراء مريم في دير سوميلا، الذي انقطعت فيه الاحتفالات خلال فترة الترميم".

وعقب ذلك، تقدم "بارثولوموس" البطريرك الرومي بمنطقة "فنر" في الولاية، بالشكر للرئيس أردوغان، عبر اتصال هاتفي، على فتح الدير مجددا أمام الزوار.

** دير سوميلا من الداخل

ويقع الدير على مشارف الجبل الأسود في وادي "ألتين دره" بمنطقة غابات ترتفع 300 متر عن الوادي، وهو معروف بين الناس باسم "دير مريم العذراء".

وتم تجديد العديد من أجزاء الدير في القرن الثامن عشر، وزينت بعض جدرانه بلوحات جدارية، كما اكتسب مظهرا رائعا وعاش أبهى فتراته مع إضافة المباني الكبيرة له في القرن التاسع عشر.

واتخذ الدير، شكله النهائي خلال تلك الفترة، حيث أصبح مكانا يزوره العديد من الرحالة الأجانب ويتخذون منه موضوعا لكتاباتهم.

والأجزاء الرئيسية من دير سوميلا هي الكنيسة الصخرية الرئيسية والعديد من الكنائس الصغيرة والمطابخ وغرف الطلاب ودار الضيافة والمكتبة والمنبع المقدس.

وتم بناء مجمع المباني على مساحة معمارية كبيرة جدا، حيث تتكئ القناة المائية الكبيرة التي تجلب الماء إلى الدير، عند مدخله على المنحدر.

كما توجد غرف حراسة بجوار مدخل الدير، الذي يتم الدخول إليه عبر سُلم ضيق وطويل، ومنه يتم النزول عبر سُلم آخر إلى فناء الدير.

وعلى اليسار يوجد أبنية مختلفة أمام الكهف الذي يشكل أساس الدير وتم تشكيله على هيئة كنيسة، إلى جانب مكتبة وغرف للرهبان والضيوف على اليمين.

ويرجع تاريخ اللوحات الجدارية في الكنيسة إلى بدايات القرن الثامن عشر، ويوجد بها ثلاث طبقات صنعت في ثلاث فترات مختلفة، حيث تعد الطبقة السفلى الأكثر جودة.

أما المواضيع الرئيسية في تلك اللوحات، التي أزيلت من بعض الأماكن بالدير، هي عبارة عن مشاهد مأخوذة من الكتاب المقدس والرسوم المتعلقة بحياة سيدنا عيسى ومريم العذراء عليهما السلام.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!