ترك برس

بدأت الإدارة العامة للأرشيف التركي أمس بإتاحة أرشيف الدولة المتعلق بأحداث 1915 بين تركيا وأرمينيا للعلن وفق موقع تويتر، بعد سلسلة من الدعوات التي وجهتها تركيا لأرمينيا لفتح الأرشيف.

وطالبت الحكومة التركية المؤرخين مرارًا لدراسة الأرشيف العثماني المتعلق بتلك المرحلة لكشف حقيقة ما حدث بين الحكومة العثمانية والمواطنين الأرمن.

ويهدف كشف الوثائق من قبل حساب تويتر @devletarsiv مع هاشتاغ #Ermenimeselesi (المسألة الأرمنية) إلى كشف حقائق الصراع المستمر منذ عقود ماضية في الذكرى المئة للأحداث.

نصّت برقية أرسلت من قبل والي مدينة "بيتليس شرق تركيا إلى وزارة الداخلية بتاريخ 18 أيلول/ سبتمبر 1914 بشأن الموقف الذي سيتخذه المواطنون الأرمن خلال الحرب على أنّ: "القرار الأخير المقترح من قبل المفكرين الأرمن هو المحافظة على الهدوء والانحناء للدولة (العثمانية) حتى إعلان الحرب، لتغيير العدو في حال بدء المعركة، والحفاظ على الهدوء والانحناء للدولة إذا تقدّم جيشنا وأن يسلّحوا أنفسهم ويعيقوا طريق الجيش إذا انسحب. هذه المعلومات أُعلِنت من قبل ولاية موش لتكون شكلًا من أشكال المعلومات الاستخباراتية الموثوقة. كما تمّ إطلاع قيادة الجيش الثالث عليها".

أظهرت وثيقة منشورة أخرى أنّ الهجمات من قبل المتمرّدين الأرمن ازدادت في شباط/ فبراير 1920 وأنّ 28 قرية مسلمة دُمِّرت وأكثر من ألفي قرويّ مسلم قُتِلوا من قبل المتمرّدين الأرمن. وذكرت رسالة لاحقة إلى وزارة الداخلية في 7 آذار/ مارس 1915 أنّ 30 ألف رجل مسلم في ولايتي قارس وأرداهان شرقي تركيا قُتِلوا من قبل المتمرّدين الأرمن، كما حذّرت الرسالة من أنّ جنودًا أرمن في الجيش العثماني يرفضون القتال ضدّ العدوّ، ويتعمّدون أن يذهبوا أسرى لدى العدوّ ليُسرّبوا له المعلومات.

تتحدث الوثيقة بالأسفل عن تدمير 28 قرية مسلمة ومقتل أكثر من 2000 مسلم في عام 1920.

ومن جهته، صرّح رئيس مؤسسة (ASIMED) التي تهدف لمحاربة مزاعم "الإبادة" من قبل الأرمن "سافاش إيِلماز" أمس بأنّ المؤسسة ستقوم بتنظيم مؤتمرات في عدد من الدول بالصور والوثائق.

وأضاف قائلًا: "تهدف تحرّكاتنا إلى نشر الحقيقة، وليس للدفاع عن أنفسنا (عن تركيا). سنحضر مؤتمرًا في الولايات المتحدة ونطلع منظمات المجتمع المدني على المسألة الأرمنية (أحداث عام 1915). لن ندافع عن أي أحد، بما في ذلك الجانب التركي. سنسعى فقط لإبلاغ الحقيقة بناءًا على مصادرنا".

تظهر في الصورة بالأسفل يوميات السفينة الحربية "أس أم أس غوبين (SMS Goeben). وهي سفينة حربية ألمانية نُقِلت للدولة العثمانية، وهي التي قصفت مدينة سفيستابول في بداية الهجوم العثماني على روسيا، على الرغم من أنّ الدولة العثمانية لم تكن قد بدأت الحرب في ذلك الوقت.

وصف البابا فرانسيس يوم الأحد الماضي إلى أحداث عام 1915 المتعلقة بالأرمن بأنّها "إبادة" خلال طقوس الأرمن الكاثوليك في كاتدرائية القديس بطرس، والتي حضرها كذلك رئيس أرمينيا سيرج سركيسيان.

وبعد تصريحات البابا، استدعت وزارة الخارجية التركية سفير الفاتيكان في أنقرة، ودعت سفيرها في الفاتيكان إلى أنقرة للاستشارة، في إشارة إلى أنّ حديث البابا تسبّب في "فقدان الثقة".

تظهر الصورة في الأسفل "دعوةً للسلام" كُتِبت من قبل ناشطات نسويّات من هنغاريا.

كما أصدرت وزارة الخارجية تصريحًا بخصوص ذلك، قالت فيه: "إنّ البابا فرانسيس الذي دافع عن فكرة بناء السلام والصداقة بين المجموعات المختلفة حول العالم منذ يوم تعيينه بابا، قد ميّز ضدّ معاناة النّاس، وتجاهل جرائم تعرّض لها المسلمون والأتراك في الحرب العالمية الأولى ولم يُسلّط الضوء إلّا على معاناة المسيحيّين، خاصةً من الشعب الأرمني".

وكانت الدولة العثمانية قد رحّلت الأرمن في شرق الأناضول بعد قيامهم بأعمال تمرّد، ممّا أسفر عن سقوط خسائر بشرية خلال عملية الترحيل.

وتظهر الصورة بالأسفل برقية تشير إلى أنّ الأرمن سيتجمّعون في عصابات ضدّ الدولة العثمانية إذا انسحب الجيش العثماني.

وطالبت أرمينيا بالاعتذار والتعويض، في حين رفضت تركيا رسميًّا المزاعم الأرمنية بشأن الأحداث، قائلةً إنّه على الرغم من مقتل عدد من الأرمن خلال التّرحيل، إلا أنّ هناك أتراك قتلوا في هجمات من قبل العصابات الأرمنية في الأناضول.

ولا زال الجدال حول "الإبادة" واختلاف الآراء بين الحكومة التركية الحالية والأرمن في الشتات، إلى جانب الحكومة الأرمنية الحالية في يريفان، يولّد توتّرًا سياسيًّا بين الأتراك والأرمن.

وتشير الوثيقة بالأسفل إلى وصول عدد المسلمين الذين قتلوا من قبل الأرمن في مدينتي قارس وأردهان شرقي تركيا إلى 30 ألف شخص.

ويتلخّص الموقف التركي الرسمي تجاه مزاعم "الإبادة" بأنّه يعترف بأنّ الأحداث السابقة هي أحداثٌ مأساوية وأنّ كلا الطرفين عانى من خسائر بشرية كبيرة، بما في ذلك مئات الأتراك المسلمين.

وتوافق أنقرة على أنّ وقوع خسائر بشرية بين الأرمن في الحرب العالمية الأولى هو أمرٌ مؤكّد، إلا أنّها تقول إنّ من المستحيل تسمية هذه الأحزاب بأنّها "إبادة".

وتظهر الوثيقة بالأسفل أنّ تبرّعًا بقيمة ألف ليرة تركية أُعطي للمشفى الأرمني في عام 1916، بعد عام من الإبادة المزعومة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!