ترك برس

تعدّ تركيا من بلدان العالم الرائدة في إنتاج الزيتون، وزيت الزيتون وتصديرها، فيما يعدّ شعبها من أكثر الشعوب استهلاكاً لهذا المنتج.

بدعم حكومي واسع، ومراكز أبحاث متخصصة، وخطط على أعلى المستويات، تتكاثف جهود القطاعين الخاص والعام في تركيا من أجل دعم وتطوير قطاع زراعة أشجار الزيتون ورفع المساحات المتاحة للزراعة وزيادة إنتاجها من الزيتون، وبالتالي زيادة إنتاج زيت الزيتون، للوصول إلى الهدف المنشود المتمثل في تصدر إنتاج زيت الزيتون عالمياً.

هذه المهمة لا تبدو سهلة، في ظل وجود منتجين عالميين كبار على رأسهم إسبانيا التي تتصدر إنتاج الزيتون عالمياً بفارق كبير جداً عن باقي دول العالم، إلا أن تركيا التي نجحت في الوصول إلى المرتبة السادسة أو الخامسة في بعض الأحيان عالمياً في إنتاج الزيتون، نجحت في الوصول إلى المرتبة الرابعة عالمياً في إنتاج زيت الزيتون.

وتشير الخطط التركية إلى إمكانية الوصول إلى المرتبة الثانية عالمياً في إنتاج زيت الزيتون خلال السنوات المقبلة، لا سيما وأن الأرقام تشير إلى أن الخطط والدعم الحكومي وجهود مراكز الأبحاث في تطوير الإنتاج نجحت في تحقيق أهدافها، وأنه في حال استمرار هذه الجهود فإنه يمكن الوصول إلى المرتبة الثانية عالمياً، قبل الانتقال إلى الهدف الأكبر والأسمى وهو الوصول إلى المرتبة الأولى عالمياً والتربع على عرش منتجي زيت الزيتون عالمياً، بحسب تقرير لـ "TRT عربي."

حسب أحدث تقارير وزارة الزراعة والغابات التركية لعام 2019، يوجد في عموم البلاد 182 مليون شجرة زيتون، أنتجت مليوناً و525 طناً من الزيتون عام 2019، أنتج منها 415 ألف طن زيتون جاهز للأكل، كما أنتج 225 ألف طن زيت زيتون للطعام.

وفي عام 2019 حلّت تركيا في المرتبة السادسة عالمياً في إنتاج زيت الزيتون، وبلغ إنتاجها في العام الماضي 225 ألف طن، في ارتفاع لافت على الأعوام السابقة، فبينما وصل الإنتاج عام 2015 إلى 150 ألف طن، وصل عام 2019 إلى 225 بارتفاع وصل إلى أكثر من 30% خلال خمس سنوات فقط، وذلك حسب تقرير للمديرية العامة للمنتجين الأتراك.

وبينما لا تزال إسبانيا تحتلّ المرتبة الأولى عالمياً في إنتاج زيت الزيتون، جاءت إيطاليا في المرتبة الثانية، واليونان في المرتبة الثالثة، والبرتغال رابعة، وتونس خامسة، وتركيا في المرتبة السادسة عالمياً، ويأتي بعد ذلك على التوالي المغرب والجزائر والأرجنتين والأردن وفلسطين.

ورغم أنها تحتل المرتبة السادسة عالمياً في إنتاج زيت الزيتون، فإن تركيا احتلت المرتبة الرابعة عالمياً في تصدير زيت الزيتون بكمية بلغت 45 ألف طن، وهو ما يمثل قرابة 10.1% من صادرات زيت الزيتون عالمياً، وذلك بعد إسبانيا التي جاءت بالمرتبة الأولى بفارق كبير عالمياً بلغ 320 ألف طن، وإيطاليا وتونس. كما صدّرَت تركيا زيتوناً جاهزاً للطعام بكمية وصلت إلى 91 ألف طن.

وبعد مصر التي تحتل المرتبة الأولى عالمياً، احتلت تركيا المركز الثاني في استهلاك الزيتون بكمية وصلت عام 2019 إلى 360 ألف طن، تليها الجزائر والولايات المتحدة وإسبانيا. كما تُعتبر تركيا ثالث مستهلك عالمياً لزيت الزيتون بكمية وصلت عام 2019 إلى 152 ألف طن.

وتحتلّ الولايات المتحدة الأمريكية المرتبة الأولى في استيراد زيت الزيتون من تركيا بنسبة بلغت 35% عام 2019، تليها إسبانيا والسعودية وإيطاليا وإيران واليابان.

وتُولِي الحكومة التركية بشجرة الزيتون ومنتجاتها الغذائية والتجميلية المتعددة اهتماماً خاصاً، حيث تعتبر شجر الزيتون صديقاً لشعب الأناضول منذ القدم، ومن هذا المنطلق تقدم وزارة الزراعة مقترح دعم مالي خاصّ لمنتجي الزيتون.

بالإضافة إلى برامج الدعم الحكومي المتنوعة لمنتجي ومزارعي شجر الزيتون، تسنّ الحكومة التركية القوانين والتشريعات لحماية هذه الشجرة من خلال وزارة الإعمار والبيئة، إذ ليست فقط تحمي الأراضي المزروعة بشجر الزيتون بعدم منح رخص البناء في هذه المناطق، بل أيضاً تزيد المناطق المخصصة لزراعة الزيتون عند الإعداد لمخططاتها وتوسعاتها السنوية.

وتهدف الحكومة ليس فقط إلى زيادة الكمية المنتجة من زيت الزيتون، بل وإلى رفع جودة الزيت للمنافسة عالمياً، من خلال حثّ المزارعين والمنتجين على استخدام أفضل أساليب العناية بالشجر قبل وخلال فترة الثمر، ثم مرحلة عصر الثمار باستخدام أفضل وأحدث الآلات.

وتعمل الحكومة على تشجيع ودعم مراكز الأبحاث الزراعية في مختلف الجامعات لاستحداث أنواع من أشجار زيتون أكثر إثماراً وأقوى لمواجهة الآفات الزراعية المختلفة ولتتكيف مع الطقس المتغير بفعل الاحتباس الحراري.

وبفضل البحث العلمي وخطط الدعم الحكومي وتطوير أساليب الزراعة بناءً على الدراسات، نجحت تركيا في زيادة أعداد أشجار الزيتون وكمية إنتاجها السنوي، وارتفعت أعداد أشجار الزيتون من 99 مليون شجرة عام 2001، إلى 178 مليون شجرة عام 2018، وإلى قرابة 182 مليون شجرة عام 2019. كما ارتفع إنتاج زيت الزيتون من 65 ألف طن عام 2001 إلى 193 ألف طن عام 2018، ووصل إلى 225 ألف طن عام 2019.

تشير دراسات عالمية إلى أن استهلاك زيت الزيتون عالمياً قد ارتفع إلى الضعف خلال الـ20 عاماً الأخيرة، في المقابل تهدف تركيا التي نجحت في رفع أعداد أشجار الزيتون في عموم البلاد إلى إيصال إنتاجها من زيت الزيتون إلى 650 ألف طن لتكون بذلك في المرتبة الثانية عالمياً، في ظل صعوبة منافسة إسبانيا في هذا الإطار على المرتبة الأولى، لكنها تهدف إلى رفع إنتاج الزيتون الجاهز للطعام إلى مليون و200 ألف طن لتتربع بذلك على عرش منتجي زيتون الطعام عالمياً.

وتحقيق هذا الهدف من شأنه أن يعود بفوائد اقتصادية ضخمة على المنتجين والمصدّرين الأتراك الذين باتوا يعملون بسرعة كبيرة في الآونة الأخيرة من أجل تعزيز مكانتهم في السوق العالمية من خلال ترسيخ علاماتهم التجارية عالمياً وتقوية مكانة الزيت والزيتون التركي في السوق العالمية.

يُزرع الزيتون في 41 محافظة بتركيا من أصل 81 محافظة، وتُعَدّ منطقة بحر إيجة المنطقة الأوفر في الإنتاج بنسبة 62 بالمئة، ومنطقة بحر مرمرة بنسبة 16 بالمئة، تليها المناطق المطلة على البحر الأبيض المتوسط بنسبة 15 بالمئة، ومناطق الجنوب الشرقي بنسبة 8 بالمئة.

تختلف أشجار الزيتون وثمارها من منطقة إلى منطقة بسبب اختلاف الموقع الجغرافي ونوع التربة والمناخ الخاص بكل منطقة، لذلك دائماً ما تجد منافسة بين المدن التركية للتسويق لمنتجها الخاص بأنه الأفضل. في تركيا أكثر من 89 نوعاً مختلفاً من الزيتون، كلٌّ له شكله ولونه وخصائصه، بما ينعكس على الزيت المُنتَج منه.

يُولَى مؤخراً اهتمام خاص بالزراعة العضوية على مستوى العالم أجمع، انتقل إلى مزارعي ومنتجي الزيتون الأتراك، إذ تسعى كبرى الشركات المصنعة لزيت الزيتون ومنتجاته المختلفة وحتى صغار المصنعين إلى أن يكون ضمن منتجاتهم وماركاتهم الخاصة الأنواع المنتجة على الطريقة العضوية لكي يأخذوا حصتهم من هذه السوق التي تنمو مع مرور الزمن.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!