ترك برس

مع زيادة الهجرة العكسية بين المدن والقرى بسبب الإجراءات المفروضة للحد من انتشار وباء كورونا، أبدى العائدون إلى قراهم اهتماما كبيرا بمدافئ البواري المحلية، التي تتميز بها منطقة البحر الأسود وتصنع من حديد الصاج، والتي تستخدم للتدفئة وطهي الطعام بفضل الفرن الموجود في داخلها.

تعتمد معظم بيوت قرى منطقة البحر الأسود على هذه المدفأة، ولا يكاد يخلو بيت منها لاستخدامها في التدفئة والطهي في آن واحد، لذلك لم يعد مصنعوها يستطيعون الوفاء بالطلبيات المتزايدة، وصاروا يبذلون قصارى جهدهم لتسليم الطلبيات المتوفرة حتى نهاية العام الحالي (2020)، وتوقفوا عن تلقي أي طلبيات جديدة لفترة محددة. وقد حقق بائعو هذه المدافئ إلى اليوم، حجم مبيعات يضاهي ما باعوه في إجمالي موسم شتاء العام الماضي، ويعزى السبب في ذلك إلى الهجرة العكسية من المدن إلى القرى، فقد عاد المواطنون الذين يعيشون في المدن إلى قراهم بسبب وباء كورونا، لذلك زادت مبيعات هذه المدافئ بشكل كبير جدا. 

وقد صرح الأسطى حسن بيليش، أحد مصنّعي هذه المدافئ، بأنه لا يستطيع مواكبة الطلبيات المتزايدة، بالرغم من تصنيعه 100 مدفأة في اليوم الواحد، وقال: "تعد مبيعاتنا جيدة جدا إلى اليوم. لقد عاد مواطنونا إلى القرية بسبب الوباء، ومن ضمنهم أبناء عمومتنا. وإذا أردنا صنع مدافئ لهم فقط، يلزمنا تصنيع ما بين 40 و50 قطعة يوميا. تشتهر منطقتنا بخبز الذرة الذي يمكن خبزه بهذه المدفأة، كما يمكن طهي كل شيء في فرن المدفأة. وتمتاز مدفئتنا بإمكانية استخدامها في عدة أغراض".

وأضاف بيليش: "تحتوي المدفأة على 68 قطعة، وأهمها الفرن الذي تطهى به أشهى أطباق البحر الأسود. تلقينا طلبيات كبيرة هذا العام، لأن مواطنينا يفضلونها لتكلفتها المنخفضة. يخبز بها الخبز، وتشوى بها الكستناء، ويطهى بها الطعام والحساء، ويطهى بها السمك، وكل ما يخطر على البال يتوفر فيها، لذلك نستمر في تصنيعها. توقفنا عن تلقي المزيد من الطلبيات هذا العام أيضا لأن لدينا كثير من الطلبيات المباعة لهذا العام، كما تأتينا طلبيات من أماكن عديدة لا نستطيع الوفاء بها هذا العام، لذلك أجلت للعام القادم".

كما أعرب إبراهيم أويسال، بائع المدافئ، عن أن الطلب على المدافئ زاد بشكل كبير هذا العام، وقال: "عاد المواطنون إلى قراهم في الأناضول، منهم من عاد بعد موسم حصاد البندق، لذلك بعنا أعدادًا كبيرةً من المدافئ، وحققنا مبيعات قبل حلول موسم الشتاء بنسبة أعلى مما بعناه طوال موسم الشتاء الماضي. لا تزال العودة إلى القرى مستمرة إلى يومنا هذا، ولا يخلو منها بيت في القرية، فهي تدفئ البيت وتطهو جميع أنواع الطعام حتى الشاي طالما بقيت نارها مشتعلة".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!