ترك برس

قال المحلل السياسي الباكستاني، على عباس، أن النموذج التركي الناجح للتنمية الذي قاده حزب العدالة والتنمية هو النموذج الأفضل الذي ينبغي لباكستان أن تتبناه، كون هذا النموذج صديقا لكل من الإسلام والديمقراطية التي ترفض بشكل قاطع النسخة المتشددة من الإسلام.

وكتب عباس في مقال نشره موقع " يورآسيا ريفيو " أن النظام التركي يوفر ظروفا بناءة للسوق العالمية ويحقق النمو الاقتصادي المرغوب فيه والازدهار الاقتصادي في البلاد.

وأشار إلى أن النظام التركي لديه علاقات ودية مع الديمقراطيات العلمانية الغربية ومع الديمقراطية الإسلامية الرأسمالية، ويسعى لتعزيز السلام مع الجيران والاستقرار في المنطقة.

وأضاف أن المجتمع التركي  طور قدرة قوية للمؤسسات الديمقراطية،  وقلل نسبيًا من دور الجيش في السياسة وسمح بظهور الإسلام السياسي والمعايير الإسلامية.

لذا فإن هذا النظام السياسي والتنموي سيكون ذا قيمة لباكستان لتعزيز مؤسساتها السياسية والديمقراطية لتقوية الدولة والمجتمع المدني التقدمي.

مثال أساسي آخر لتطور تركيا ، وفقا لعباس، هو الفصل بين المجالين السياسي والاقتصادي.

وأوضح أن التحرير الاقتصادي أدى إلى إنشاء مجتمع أعمال مستقل ساهم في تنمية البلاد. وتساعد هذه المؤسسات على تحسين الهيكل الديمقراطي وتسهيل المنظمات غير الحكومية العالمية كمصدر للتمويل في البلاد.

وتابع أن تركيا أنشأت نموذجًا عمليًا لقواعد إسلامية معتدلة مناسبة تمامًا للاندماج في عالم علماني حديث، حيث أعطي الإسلام حقه ، وتم كبح التطرف. لذا فإن النموذج التركي يستخدم لاحتواء التطرف الإسلامي في الدول الإسلامية الأخرى.

ورأى أن على العالم الإسلامي أن يركز على نموذج تركيا الناجح لاقتصادها المستقر والمتنامي ، والمؤسسات الديمقراطية القوية والسياسة الخارجية المستقلة.

ولفت في هذا الصدد إلى أن تركيا تختلف عن الدول الإسلامية الأخرى فيما يتعلق بفرض الشريعة الإسلامية في البلاد، ففي حين أدخلت الكثير من الدول الإسلامية قوانين وقيما إسلامية لتحسين شرعيتها واحتواء معارضة الأحزاب الإسلامية، ففي الحالة التركية ، لم يُجبر القادة السياسيون أبدًا على تطبيق القوانين والسياسات الإسلامية في البلاد.

وختم مقاله بأن باكستان لديها مؤسسات ديمقراطية ضعيفة ، ونسخ مختلفة من القيم الإسلامية ، ونظام قضائي غير مهني أو ضعيف ، وانعدام المساءلة والشفافية بين مختلف المؤسسات، ولذلك فإن النموذج التركي للتنمية هو أكثر ملاءمة لباكستان.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!