د. محمد وجيه جمعة - خاص ترك برس

ننطلق مع حركة الزمن من النصف الثاني لعام ٢٠١٧ حيث شهدنا كيف يتم التدمير مع التسوية الكاملة لمساحات واسعة من مدينة الرشيد الرقة وكيف كان يحبس السوريون أنفاسهم مع كل غارة جوية للتحالف الدولي خوفاً من انهيار سد الفرات .

مدينة الرقة الرائعة بأهلها الكرماء تُركت ضحية لجريمة تم إخراجها بكل استهتار وغباء...زرعوا فيها داعشهم التي قامت بأدوارها كما يريدون في كل المراحل ...

جاءت الباصات بناءً على اتفاق الأشرار  ، ونقلت مجرمي داعش وأسرهم وأسلحتهم الى أجزاء أخرى من الجغرافية السورية ...مخيم الهول طوال عام ٢٠٢٠ كان يُتحفنا بأخبار افراجات لمكونات داعشيه ، قبل أيام تم التأكيد على أن قتلى الفرقة الرابعة على طريق العودة من دير الزور كان على يد داعش ...داعش اتفقت مع ال ب ك ك في قضايا ، و اتفقت مع العصابة الأسدية وحزب الله في قضايا أخرى ، طبعاً ودائماً برعاية التحالف الدولي الأميركي...

ما حصل في الموصل هو اختيار أسوء أداة (داعش) لتنفيذ أكبر جريمة ضد الإنسانية (التطهير المذهبي) بالإتفاق مع الداعشي الشيعي الأول نوري المالكي .

في "تدمر" العصابة الأسدية قامت بكل الاستعدادات والتحضيرات ليتم الاستلام والتسليم على الطريق الظلامية حيث استُبيح التاريخ والحضارة.

في الأشهر الأخيرة ومن أكثر من مصدر إعلامي يتم الحديث حول مقاتلين بالآلاف لداعش في الصحراء السورية ...إنه التهديد الأسوء للسوريين بأن يتم ابتلاؤنا ب داعش من جديد...داعش تعني المزيد من التمكين للإرهاب بمرادفاته الأسدية و ال ب ك ك . هذه المسميات هي عناوين تحوي في جوفها مجموعات من الداعمين والممولين والمساهمين بالقتلة المؤجورين بمسميات مضلّلة ...كل هذا الجمع بكل مكوناته على المستوى الدولي وصولاً الى الأفراد ، هم خطوط انتاج للموت ... هم شر للإنسانية وهم وسيلة  لا تختلف عن ماكرون في الإساءة للإسلام .

إن الذين يسلطون داعش علينا ، هم أسوء من داعش وأكثر إرهاباً وأكثر بهتاناً ، هم كلما أخفقوا بتنفيذ مخططاتهم الوضيعة يستعينون بداعش ...داعش منهم وإليهم بل هم داعش .

كما يبدوا أن لنا جولة جديدة مع داعش ... هذه الجولة  ستُسقط بعض الأقنعة والشعارات عن بعض المتحالفين ...محاربة الإرهاب ، مصطلح انتهت فعاليته ولم يعد يستر عوراتهم ، ليطفوا على السطح مفهوم الممارسات الإرهابية التي يشتركون في جريمة اقترافها ...لكل منهم ممارساته الإرهابية التي تجعل منه مرشحاً للمثول في قفص لاهاي ... حلفاء أميركا ، والروس والايرانيون لهم مجموعاتهم الإرهابية التي تنطبق عليها كل مواصفات داعش و معاييرها .

هذا العبث بالجينات الإرهابية هل سيبقى تحت سيطرتهم ؟ هل سينتج عملاقاً أم شبحاً أم فيروساً ...السؤال الذي ينتصر لإرادة الحياة هو متى سيأخذهم هذا الغول من النواصي ويلقيهم في أحد آبار البترول ، ثم يستخرجهم  ويكررهم في مصافي صفقة العصر ...

للتذكير وليس للحصر أننا حاربنا داعش بالسلاح الأبيض على جبل عقيل في منطقة الباب وهزمناهم ...الرايات السوداء قد يكون رقمها السري في باريس أو واشنطن ولكن المؤكد أن فناءها سيكون على يد الأحرار ...

إطالة بقاء العصابة الأسدية يعني بقاء الباب مفتوحاً لداعش وكل شذاذ الآفاق ... ليدنسوا "شام شريف".

عقلاء و حكماء العالم مدعوون لوضع حد للعبة "الإرهاب ومحاربة الإرهاب" وإعادة النظر بكل مبادئ و قواعد و ضوابط المجتمع الدولي . 

تسع سنوات ونحن ندفع الثمن ...وسنستمر ...سورية ستطرد الإرهاب بكل ألوانه وتدرجات ألوانه ...أرض المجد والكرامة لن تكون الا منارةَ خير ٍللإنسان .

عن الكاتب

د. محمد وجيه جمعة

سياسي سوري


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس