ترك برس - الأناضول

تحول "دير العذارى" في ولاية طرابزون التركية المطلة على البحر الأسود (شمال)، إلى نافذة مفتوحة على عبق التاريخ، ومقصدٍ رئيسي للسياح.

يعود تاريخ بناء الدير الكائن في منطقة "أورطة حصار" (الحصن الأوسط) بولاية طرابزون إلى القرن التاسع عشر الميلادي، كما يعتبر واحدًا من بين الأماكن المفضلة للسياح خلال الموسم السياحي.

يقع دير العذارى في منطقة مميزة تطل على مدينة طرابزون، حيث جرى بناؤه على منحدر جبلي يتكون من تراسين محاطين بجدران جبلية شاهقة، ما جعل الدير أشبه بقلعة محمية من جميع الجهات.

وفي عام 2019، تمكنت بلدية طرابزون وبالتعاون مع وزارة الثقافة والسياحة، من إنهاء أعمال ترميم الدير التي بدأت عام 2014 من أجل إعادة تأهيله، بكلفة بلغت مليونين و681 ألف ليرة.

تمتلك بلدية طرابزون ملكية الدير، الذي يعتبر معقلًا لأبرز الأنشطة والفعاليات والمعارض الفنية، كما تحرص البلدية على إبراز النسيج التاريخي للدير وإضفاء حيوية مميزة على المكان من خلال دعم الأنشطة الثقافية والفنية.

يعتقد المؤرخون أن تأسيس الدير يرجع للقرن الرابع عشر، في عهد الإمبراطور البيزنطي ألكسيوس الثالث أنجيلوس، وأن الدير خضع لأعمال الترميم عدة مرات قبل أن يتخذ شكله النهائي في القرن التاسع عشر.

يتميز دير العذارى بقربه من وسط مدينة طرابزون، ويتكون من كنيسة صخرية تحتوي على "مياه مقدسة" في الجنوب، وكنيسة صغيرة وعدد قليل من الحجرات عند مدخلها.

تحتوي الكنيسة الصخرية على نقوش ولوحات فسيفسائية لثيودورا زوجة ألكسيوس الثالث ووالدته إيرين.

ونفذت بلدية طرابزون مجموعة من المشاريع من أجل المحافظة على النسيج التاريخي للدير، وجعله في طليعة المواقع السياحية التي تحظى باستقطاب وشعبية لدى السياح المحليين والأجانب.

- دير العذارى يفتح أبوابه

وقال رئيس بلدية طرابزون، مراد زورلو أوغلو، إن دير العذارى الذي يتميز بموقعه وإطلالته على البحر والمدينة، هو أحد المراكز السياحية المهمة في المدينة.

وأفاد زورلو أوغلو لمراسل الأناضول، بأن بلدية طرابزون اتخذت جميع الإجراءات اللازمة وخاصة الإجراءات المتعلقة بالوقاية من الإصابة بفيروس كورونا، من أجل استقبال زوار الدير خلال الموسم السياحي الجديد.

وأضاف: نحن نخطط لإقامة معارض ومراكز فنية وثقافية في الطابقين الثالث والرابع من الدير المكون من 4 طوابق، من أجل زيادة المتعة بالنسبة لزوار هذا المكان التاريخي وخدمة عشاق الفن والنشاطات الثقافية.

وذكر زورلو أوغلو أن البلدية بصدد بناء كافيتريا حديثة في الدير لتلبية الاحتياجات الاجتماعية للزوار.

وتابع: تمكنت البلدية مؤخرًا من الانتهاء من أعمال الإضاءة الليلية لهذا المكان التاريخي المهم. حاليًا نعمل على توفير مواقف مناسبة للسيارات قرب الدير.

وفي إطار الجهود الرامية لتوفير الراحة لزوار الدير، قمنا بتسريع عملنا قبل بدء الموسم السياحي.

وختم مراد زورلو أوغلو، قائلًا: سيساهم دير العذارى، في دعم النشاط السياحي بالولاية بعد أن تمكنت بلديتنا من انجاز أعمال الترميم اللازمة، فضلًا عن إكساب المكان للنشاطات الفنية والثقافية ومجالاتها المتعددة من الفن والموسيقى إلى المسرح والأدب.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!