أوتكو جاكيركوز - صحيفة الجمهورية - ترجمة وتحرير ترك برس

سنحت لي الفرصة بالتحدث مع زعيم حزب الحركة القومية "دولت بهتشلي" فيما يخص نتائج الانتخابات الرئاسية، وذلك في حفل الوداع الذي أقامه الرئيس "عبد الله غُل" قبل يومين في القصر الرئاسي.

فبدأت الحوار معه، بكلام رئيس حزب الشعب الجمهوري " كلتشدار أوغلو" الذي قال "لو تكررت الانتخابات الرئاسية مرة ثانية لأعدنا ترشيح أكمل الدين إحسان أوغلو من جديد".

فتوجهت بسؤالي للسيد "بهتشلي" حول ما إذا تغيرت نظرته بالمرشح التوافقي بعد هذه الهزيمة. فاجاب وبشكل مختصر قائلاً "لو نظرنا إلى الوضع الراهن في تركيا، لوجدنا أنّ إحسان أوغلو هو المرشح الانسب لرئاسة الجمهورية".

وفي خضم حديثي مع السيد " بهتشلي" سألته ما اذا كان إحسان أوغلو ينوي الدخول في العمل السياسي، فكان رده، أنّ إحسان أوغلو شخص أكاديمي ولديه الكثير من الخبرات التي يستطيع من خلالها أن يساهم في تطوير البلاد نحو الازدهار، وإن قرار دخوله العمل السياسي عائد إليه وحده.

فقلت له، هل أفهم من كلامكم أنكم تقدمون دعوة للسيد إحسان أوغلو للانضمام إلى حزبكم، فقال هذا شأن شخصي فإحسان أوغلو هو من يقرر ذلك.

وفي مستهل حديثي معه، أردت أن أعرف رأيه حول الانشقاقات التي حدثت بين صفوف حزب الشعب الجمهوري، لاسيما بعد الهزيمة في الانتخابات الاخيرة. فقال لي "هذا الموضوع شأن داخلي لحزب الشعب الجمهوري، ولا يحق لنا التعليق عليه. ولكن ما أود أن أقوله هو أن البلاد مقبلة على مرحلة جديدة وخاصة بعد فوز أردوغان. كما أنّ بوادر الخلاف بين أردوغان وعبد الله غُل باتت تظهر ملامحه، فلماذا هذا الخلاف بين صفوف حزب الشعب الجمهوري لا أدري".

من الواضح أنّ الاتفاق بين حزب الشعب الجمهوري وحزب الحركة القومية على المرشح الرئاسي المشترك، مهّد الطريق لتحسين العلاقات بين الحزبين على كافة الأصعدة. سواء بين القيادات أو القاعدة الشعبية لكلا الحزبين. لا سيما أن رئيس حزب الشعب الجمهوري حذر أعضاء حزبه قبل يوم من الانتخابات من استفزاز أعضاء حزب الحركة القومية وكذلك أنصاره.

وخلال حديثنا حول هذا التقارب بين الحزبين علمت أن السيد "بهتشلي" تحدث هاتفيا مع "كلتشدار أوغلو" عقب إعلان النتائج النهائية للانتخابات، حيث عبر عن امتنانه من هذا الاتصال دون أن يتطرق إلى مضمون الحديث.

وحول سؤالي للسيد "بهتشلي" عن أسباب الهزيمة في الانتخابات الرئاسية، أجاب قائلا "إنّ السبب الرئيسي في الخسارة ما هو إلا مؤامرة شركات استطلاعات الرأي. فقبل يومين من الانتخابات أعلنت معظم الشركات أن نسبة أردوغان من الأصوات تتراوح ما بين 55% إلى 58%".

و قد عبر "بهتشلي" عن استياءه حول ادعاءات بعض شركات استطلاعات الرأي، بأن البعض من أنصار حزب الحركة القومية امتنعوا عن التصويت، وأنّ بعضهم انتخب أردوغان، حيث قال "أنا رئيس هذا الحزب وأعرف أكثر منهم وضع و نمط تفكير أنصار حزبي. فإن كان لديهم طرق وأساليب أخرى يستطيعون من خلالها معرفة أصوات الناخبين إلى أين ذهبت، فليفصحوا عن هذه العصا السحرية ولنتعلم منهم".

"بهتشلي"، وخلال حديثنا أبدى استياءه من الذين امتنعوا عن التصويت، وعلى رأسهم الرئيس العاشر للبلاد "أحمد نجدت سيزار" الذي لم يدلي بصوته لأي مرشح. حيث عبر عن هذا الاستياء بقوله "لقد بعث قرار السيد سيزار الحزن في نفوسنا، وهو بفعلته هذه يكون قد أيد استمرار هذا النظام وعمل على تقوية هذا النظام من دون أن يدري".

وخلال حديثنا معه تطرقنا إلى مستقبل حزب العدالة والتنمية بعد أردوغان. وناقشنا كذلك احتمال أن يحدث صراع على السلطة بين أعضاء الحزب بعد استقالة أردوغان وصعوده إلى القصر الرئاسي. حيث قال "بهتشلي": "إن ما يجري حاليا داخل حزب العدالة والتنمية يشبه الدوامة. ولا أحد يستطيع أن يتكهن ويعرف أين ستستقر هذه الدوامة، ومن سيكون ضحيتها. لذلك عينا أن نصبر وأن لا نستبق الأحداث ونرى ما ستؤول إليه الأمور".

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مواضيع أخرى للكاتب

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس