ترك برس

يصادف اليوم 27 أيار/ مايو الذكرى السنوية الـ 55 لأول انقلاب عسكري ضد الشرعية في تركيا، على رئيس الوزراء "عدنان مندريس"، الذي أعاد الأذان إلى اللغة العربية، وأدخل الدروس الدينية إلى المدارس العامة.

وشكل "مندريس" حكومته الأولى بعد فوزه في انتخابات عام 1950 بأغلبية ساحقة، حيث وعد خلال حملته الإنتخابية بعدم تدخل الحكومة في شؤون القطاعات الخاصة، إضافة لتعهده بتخفيف الإجراءات العلمانية الصارمة، وإتاحة المزيد من حرية الإعتقاد والديمقراطية. ليعود ويحقق فوزا ساحقا آخرا في انتخابات عام 1954، وليستمر بذلك في رئاسة الحكومة.

وكان لـ "مندريس" الفضل في إعادة الأذان باللغة العربية بعد أن ألغاه مؤسس الجمهورية الكمالية مصطفى كمال الملقب بـ"أتاتورك - أبو الأتراك" لمدة 18 عاما. وهو من فتح معاهد الائمة والخطباء.

وشهدت تركيا في تلك الفترة نهضة كبيرة في قطاعات الزراعة، والصناعة، وتشييد الطرقات، والجسور، والسدود، والمدارس، والجامعات. كما انضمت تركيا في عهده لحلف شمال الأطلسي "الناتو" في عام 1952.

وتعرضت حكومة مندريس لأول إنقلاب عسكري في تاريخ الجمهورية التركية صبيحة 27 أيار من عام 1960، حيث سيطر على الحكم 38 ضابطا بقيادة الجنرال "جمال جورسيل"، وأحال الانقلابيون 235 جنرالا وخمسة آلاف ضابط بينهم رئيس هيئة الأركان إلى التقاعد، وتم وقف نشاط الحزب الديمقراطي واعتقل رئيس الوزراء عدنان مندريس ورئيس الجمهورية "جلال بايار" مع عدد من الوزراء وأرسلوا إلى سجن في جزيرة يصي أدا، كما تم اعتقال عدد كبير من أعضاء الحزب الديمقراطي.

ووجه العسكر إلى مندريس العديد من التهم أهمها، إهتمامه بإرضاء مشاعر الفلاحين الدينية، أدى إلى ظهور تيار دينى مطالب بخلط الدين بالسياسة وعودة الخلافة وتطبيق الشريعة الإسلامية ، بالرغم من تصريحات مندريس المتكررة بالالتزام بالنظام العلماني وعدم قبوله لإلغائه أو إستبداله.

وتم الحكم بالسجن على رئيس الجمهورية "جلال بايار" مدى الحياة، فيما حكم بالإعدام على مندريس ووزير الخارجية "فطين رشدي زورلو"، ووزير المالية "حسن بولاطكان". وجرى تنفيذ الحكم بحق "عدنان مندريس" في 17 أيلول 1961 الساعة 13:30 ظهراً في جزيرة إيمرالي. وتم دفنهم هناك.  وفي التسعينيات تم نقل رفاتهم إلى إسطنبول حيث دفنت هناك وأعيد الاعتبار لأصحابها بجهود من الرئيس الأسبق تورغوت أوزال.

كما وقع رئيس الوزراء التركي أحمد داود أغلو منتصف شهر مايو الجاري، على بروتوكول من أجل تغيير اسم جزيرة "يصي أدا"، لتصبح جزيرة "الحرية والدّيمقراطية". إحياء لذكرى عدنان مندريس.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!