ترك برس-الأناضول

رغم الازدهار الذي تحقق مدينة الباب شمالي سوريا بعد 5 سنوات من تحريرها على يد الجيش التركي من سيطرة تنظيم "داعش"، إلا أنها تشهد بين الحين والآخر هجمات من قبل تنظيم "ي ب ك - بي كا كا" الإرهابي.

وأنجز خلال السنوات الخمسة من تحرير مدينة الباب التي يبلغ عدد سكانها نحو 400 ألف نسمة الكثير من المشاريع فيها.

وحرر الجيش التركي مدينة الباب ومحيطها من تنظيم "داعش" الإرهابي قبل خمس سنوات استناداً إلى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة التي تنص على الحق المشروع في الدفاع عن النفس.

** مساعدة تركيا

وسارعت تركيا بعد تحرير المدينة وتأمينها إلى بناء المدراس وإعادة بناء المدمر منها، حيث يبلغ عدد المدارس حالياً في المدينة 150، تضم جميعها 150 ألف طالب.

كما افتتحت كليات ومعاهد للتعليم العالي في المدينة بقرار من رئاسة الجمهورية التركية.

ونشطت خلال هذه الفترة وزارة الصحة التركية وقامت ببناء وتجهيز عدد كبير من المؤسسات الصحية في المدينة.

وأصبح مشفى مدينة الباب الذي أنشأته وزارة الصحة التركية من أهم المؤسسات الصحية شمالي سوريا.

كما قام وقف الديانة التركي وبدعم من فاعلي الخير بإعادة بناء الكثير من المساجد في المدينة.

و تأسست بجهود المجلس المحلي للمدينة شبكة كهرباء لتعويض ما تم تدميره خلال سيطرة "داعش" على المدينة، وباتت الكهرباء المأجورة تصل إلى البيوت و أماكن العمل.

** هجمات "ي ب ك - بي كا كا"

في الأثناء يطالب أبناء المدينة بإنهاء هجمات تنظيم "ي ب ك - بي كا كا" الإرهابي على المدينة انطلاقاً من مدينة "منبج" المجاورة والتي تستهدف أمنهم وسلامتهم.

وردة شهابي التي تعمل في منظمات إغاثية تهتم بشؤون المرأة أفادت لوكالة الأناضول أنهم "كانوا يعيشون في خوف وظلم كبيرين خلال سيطرة داعش على المدينة".

وأضافت: "الآن نعيش الخوف من (ي ب ك) الإرهابي الذي ينفذ هجمات على المنطقة بشكل متكرر وخاصة مدينة الباب".

وأردفت شهابي: "طلبنا الوحيد هو التخلص هجمات (ي ب ك)، و حينها ستكون فرحة التخلص من (داعش) قد اكتملت".

ناصر أحمد شاب نزح من محافظة حمص (وسط ) وسكن مدينة الباب بعد تحريرها من داعش قال للأناضول، إن المدينة "تعيش سلاما وأمنا اجتماعيين و أصبحت مدينتي الثانية"، معرباً عن "أمله برحيل بشار الأسد ليعم السلام والأمن كل أنحاء سوريا".

وذكر أحمد وهو يعمل في المجال الإعلامي كمصور، أنه "بات يملك الكثير من الأصدقاء في المدينة".

** عمل مستمر

من جانبه أوضح رئيس المجلس المحلي للمدينة مصطفى عثمان، أن المجلس يعمل على خدمة المدينة بالرغم من الإمكانات المحدودة، وأن خدمات المجلس أسهمت في عودة الحياة إلى طبيعتها.

وأضاف عثمان للأناضول: "نعمل على حل مشكلة مياه الشرب ضمن إمكاناتنا، وأوصلنا الكهرباء للمدينة، و أصلحنا المباني الحكومية والطرق، و جددنا البنية التحية ضمن ظروف صعبة".

وأردف: " استثمرنا كذلك بشكل جيد في مجال الصحة، حيث تم افتتاح مشفى كبير في المدينة إضافة إلى عدة مستوصفات، وخطونا خطوات مهمة في مجال التعليم".

وأشار عثمان، إلى أنهم "أقاموا مشاريع زراعية ومشاريع تربية الحيوانات بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني وأسهمت هذه المشاريع بتحسين المستوى المعيشي للسكان".

ونوه عثمان، إلى أن المجلس "أصدر 200 ألف هوية محلية للسكان في المدينة، ضمن عملية تنظيم المدينة".

وكانت تركيا وما زالت الداعم الأكبر للمدنيين بسوريا منذ اندلاع الحرب فيها في مارس/آذار 2011، وذلك عبر تسخير كافة إمكاناتها ومساعداتها لهم، إلى جانب إمكانات وجهود منظمات المجتمع المدني فيها.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!