ترك برس-الأناضول

بعد مرور أربعة أعوام على عملية "غصن الزيتون" التي أطلقتها القوات المسلحة التركية مع قوات الجيش الوطني السوري لتطهير مدينة عفرين السورية من الإرهاب، تحسنت الأوضاع الأمنية والصحية والتعليمية في المنطقة، مع مطالبة سكان المدينة بإيقاف هجمات تنظيم "ي ب ك/ بي كا كا" الإرهابي التي تستهدف مناخ الأمن والاستقرار في المدينة.

وفي إطار العملية التي انطلقت في 20 يناير/ كانون ثاني 2018، حررت القوات التركية والجيش الوطني السوري مراكز 6 بلدات و 282 قرية و6 مزارع و23 جبلا وتلا، وسدا مائيا واحدا، بالإضافة إلى 50 نقطة استراتيجية، من قبضة تنظيم ي ب ك/ بي كا كا الإرهابي.

وخلال العملية استشهد 54 جندياً من الجيش التركي وأصيب 236 آخرين، بينما استشهد 320 عنصراً من الجيش الوطني السوري. وتم تحييد أكثر من 4500 إرهابي.

وعقب السيطرة على مركز عفرين تم تشكيل 7 مجالس محلية لإدارة شؤون المدينة والبلدات التابعة لها وبدأت المجالس في خدمة المدينة.

ومن أجل عودة الحياة إلى طبيعتها بالمنطقة قدمت تركيا من خلال المجالس المحلية مساعدات ودعم لأهالي المدينة في مجالات الصحة والتعليم والصناعة والتجارة والثقافة والرياضة.

ومع استتباب الأمن في المنطقة بفضل العملية بدأ المدنيون بالعودة إلى ديارهم في 20 مارس 2018، وبعد مرور أربعة أعوام على العملية وصل عدد سكان مركز عفرين وبلداتها إلى 600 ألف نسمة.

- دعم قطاعي الصحة والتعليم

تواصل تركيا دعمها لقطاعي الصحة والتعليم في منطقة عفرين. وبعد نجاح العملية تم إعادة تشغيل "مستشفى الشفاء" الذي يتسع لمئة سرير ويحتوي على 13 قسما.

وتضم عفرين حالياً 5 مستشفيات بمركز المدينة إضافة إلى 6 مراكز صحية تقدم خدماتها بالمجان لأهالي المنطقة.

وفيما يخص مجال التعليم، أُلغي نظام التعليم الذي فرضه تنظيم ي ب ك/ بي كا كا الإرهابي في المدارس، وبدأ تدريس المناهج التي حددتها الحكومة المؤقتة التي شكلتها المعارضة السورية.

وأصدر الرئيس أردوغان مرسوماً رئاسياً بتأسيس "كلية التربية" بعفرين في مركز المدينة، تتبع "جامعة غازي عنتاب" التركية، إضافة إلى افتتاح مجمع رياضي ومركز ثقافي.

وعاد حوالي 75 ألف طالب لمواصلة حياتهم التعليمية في 272 مدرسة بمركز عفرين والبلدات المجاورة، كما تم ترميم وافتتاح 140 مسجدا في المنطقة.

- "ي ب ك" الإرهابي يستهدف المدنيين

وفي تصريحات لوكالة الأناضول قال المواطن السوري مصطفى سليمان الذي يعيش في عفرين منذ 12 عاماً، إن المدينة لا تزال تُستهدف من قبل إرهابيي ي ب ك/ بي كا كا رغم مرور 4 أعوام على تطهيرها منهم.

وأضاف أنه أُصيب في الهجوم الصاروخي الذي استهدف المدينة قبل 45 يوماً وقتل وأصيب فيه عدة أشخاص.

وتابع: "أرغب في توصيل صوتي لكل مكان. نحن مدنيون ويتم استهدافنا من قبل التنظيم الإرهابي".

وأشاد سليمان الذي لا يزال يتلقى العلاج، بالخدمات الصحية المقدمة في عفرين.

- عفرين تتحسن يوماً بعد يوم

أما إبراهيم خليل مصطفى، فقال إن عائلته وأجداده تعيش في عفرين منذ 175 عاماً، وأن المدينة تتحسن يوماً بعد يوم منذ تحريرها قبل أربع سنوات.

وأردف أن تنظيم ي ب ك/ بي كا كا الإرهابي يستهدف المدينة أحياناً بالقذائف الصاروخية ويسبب الذعر للأهالي معرباً عن أمله في انتهاء هذه الهجمات في أسرع وقت.

وقال أحمد عيسى، إنه يعيش في عفرين منذ 18 عاماً وإن المدينة شهدت انتعاشاً كبيراً منذ تطهيرها من إرهابيي ي ب ك/ بي كا كا قبل أربعة أعوام.

وأفاد أنه بعد أن نعمت عفرين بالأمن والاستقرار، بدأ إرهابيو ي ب ك/ بي كا كا يستهدفون المدينة من تل رفعت بالصواريخ والسيارات المفخخة.

- جهود متواصلة

وذكر مصطفى قارا، مسؤول التعليم في عفرين، إنه تم ترميم 272 مدرسة عقب تحرير المدينة، والآن يواصل 75 ألف طالب تعليمهم بها.

ولفت الى أن هناك 2700 معلم في هذه المدارس، وأنهم يعتزمون إنشاء مدارس جديدة بسبب زيادة عدد الطلاب.

الطالب سولار محمد، أعرب عن سعادته لتمكنه من مواصلة تعليمه بعفرين، مشيراً إلى أنه يدرس بالصف التاسع ويتعلم اللغة التركية ويرغب في أن يصبح مهندساً.

وأضاف أنه يشعر بالذعر أحياناً بسبب إلقاء إرهابيي ي ب ك/ بي كا كا الصواريخ على المدينة.

وقال محمد رشيد نائب رئيس المجلس المحلي بعفرين إن المجلس يواصل منذ أربعة أعوام تقديم الخدمات لأهالي المدينة في قطاعات الصحة والتعليم والبنية التحتية، مشددا على أنهم يحرزون تقدما في كل هذه المجالات.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!