ترك برس-الأناضول

مقامات متنوعة ونغمات مميزة ترافق هي مميزات الأذان في تركيا، حيث إنها دعوة لأداء الصلاة بمقامات عذبة مناسبة لوقت الفريضة والحالة النفسية للناس.

ويحرص المؤذنون في عموم مساجد تركيا وجوامعها على أداء هذا النداء بأفضل شكل، بما يناسب المقامات المعتمدة منذ مئات السنين، حيث حرص العثمانيون على وضع مقاماتها المناسبة.

كما يخضع المؤذن لاختبارات تناسب عمله ومعرفته بالمقامات وعذوبة صوته وكيفية استخدامه بالشكل المناسب، وبناء عليه تعمل شؤون الديانة لتوزيعهم على مساجد البلاد.

ويتم تعيين أفضل المؤذنين في أكبر وأشهر المساجد التركية لما لدورهم من دعوة للصلاة وللإسلام، خاصة في المناطق المركزية السياحية.

** القوة والعذوبة

إبراهيم تشوبان مؤذن جامع آيا صوفيا الكبير بإسطنبول، قال لوكالة الأناضول: "في تركيا الأذان يؤدى بمقامات مختلفة نتيجة موروث ثري، وخاصة في زمن العثمانيين حيث تم الاهتمام به بشكل كبير".

وأضاف: "الأذان هو الدعوة والتبليغ ويقام عبر المؤذن ويأخذ من فعل النداء للصلاة، وبالتالي هو دعوة المسلم للجامع وغير المسلم للإسلام ويتضمن كلمات الشهادة وهي أساسيات الإسلام".

وأوضح أنه "بعد إقرار الأذان من الرسول محمد عليه السلام، طلب من الصحابي بلال أن يؤذن لصوته العذب والقوي، بالتالي هذان معياران أساسيان للأذان وهما القوة والعذوبة".

وأكد أن "الإسلام يحض على عمل أي شيء بأجمل شكل وأتم صورة، والحديث الشريف، زينوا القرآن بأصواتكم، يظهر أهمية الفن الذي اهتم به الإسلام بإعلان التجويد، والأذان أيضا وصل ليومنا هذا عبر مقامات وأساليب مختلفة".

** مقامات مناسبة

وفيما يتعلق بالمقامات التي تخص أذان كل صلاة، قال تشوبان "الأذان في تركيا منذ القرن الخامس عشر كان يعتمد على مقامات مختلفة، ولا يزال ذلك مستمرا".

وأردف: "أذان صلاة الفجر يكون بمقام صبا الذي يوقظ الناس بهدوء ويداعب حواسهم وقلوبهم وللمقام روح معنوية وعندما يستفيقون لا يشعرون بقسوة المقام بل بعذوبته ولطفه، فهو يستخدم في الأحداث العاطفية".

وتابع: "يضاف لأذان الفجر أيضا مقام الحجاز، ويمكن الانتقال لمقامات مجاورة لها كالحسيني، وكما يبدأ المقام ينتهي به".

وفيما يخص صلاة الظهر أفاد بأن "الأذان يرفع بمقام العشاق، وهو مشهور جدا بمنطقة الأناضول وبه أجريت أناشيد صوفية وهو مقام محبوب ومطلوب يشكل وحدة البلاد".

وأكمل: "يعرف من خلال المقام بأنه هو صلاة الظهر من هذه الطبقة، وبات راسخا لدى مختلف الشرائح، ويمكن استخدام مقامات مجاورة مثل بوسليك وهنا يمكن الدخول من طبقات منخفضة ترتفع وتعود للطبقة التي دخلت منها، ويمكن الاعتماد على مقامات مجاورة".

** الرست للعصر والسيغا للمغرب

المؤذن التركي تحدث عن أذان صلاة العصر بالقول إنه "يرفع بمقام الرست، وهو وقت يحتاج فيه الناس للراحة من العمل، وبالتالي وجد أن هذا المقام مناسب لهم من أجل الاستراحة، وبات أيضا راسخا في منطقة الأناضول".

أما في أذان صلاة المغرب "فيستخدم مقام السيغا وهو سريع يناسب وقت صلاة المغرب القصير، ويمكن الانتقال منه إلى مقامات أخرى كالحجاز، ويتم استخدام نوط مختلفة بحسب الصوت والمساحة".

واستدرك تشوبان: "لكن بشكل عام المقام المستخدم هو السيغا، ويمكن من خلاله الانتقال في الطبقات الصوتية في الأذان".

** الحجاز للعشاء

وفيما يخص صلاة العشاء، قال تشوبان إنه "يرفع بمقام الحجاز، وهو عامة مستخدم في أغاني نوم الأطفال الصغار، سابقا كان بعد صلاة العشاء يتم النوم عكس هذه الأيام".

وأردف: "بالتالي كان الحجاز مناسبا لصلاة العشاء وتعارف الناس على هذا المقام اللطيف الذي يهيئ لفترة النوم، وهناك مقام هزام قريب منه وعائلة مقام الحجاز كبيرة وأكثر ما يعتمد عليه هو حجاز هوميون مع بوسليك ورست كمقامات أخرى، ويمكن للمؤذن عمل النغمات التي يريدها".

وفيما يتعلق باختيار المؤذنين في تركيا، أجاب تشوبان أن "شؤون الديانة في تركيا هي الجهة الرسمية المعنية بتعيين المؤذنين عبر اختبارات وشروط".

وبين أن المطلوب "أن يكون المؤذن حافظا للقرآن وخريجا من مدارس الأئمة والخطباء أو كليات الشريعة ولديه المعلومات المقامية والنوتة الموسيقية، والصوت وكيفية استخدام الأصوات".

وأكد أن "قصور السلاطين كانت تركز أكثر على موضوع الصوت والأداء ومن يعلم المقامات بشكل جيد، ونتيجة الاختبارات والمقابلات يتم اختيار المؤذنين وتعيينهم في تركيا بالوقت الحالي".

وختم بالقول: "هناك اختبارات ومستوى علمي مطلوب ومعرفة استخدام الصوت بشكل جميل، كما يجب أن يكون موثوقا ومؤتمنا على عمله، والله اصطفاني لهذه الوظيفة وأتمنى من الله التوفيق لي ولكل المؤذنين".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!