رحيم إر - صحيفة تركيا - ترجمة وتحرير ترك برس

وأخيرا بقيت ساعات قليلة، في الأحد القادم يوجد احتفال، يوجد انتخابات.

تعتبر الانتخابات القادمة في 6 حزيران/ يونيو هي الأهم من عام 1946 إلى يومنا الحالي، فهي مفرق طرق جديد ومهم، ففي مساء النتائج سنعلم أي الطرق اختارت تركيا، هل هو طريق تركيا الجديدة، مشروع الحضارة والتطور والتقدم، مشروع المستقبل بكل أبعاده، ومشاريع مثل مشروع قناة إسطنبول ومشروع المترو تحت الماء وغيرها الكثير الكثير من الإنجازات التاريخية، أم ان تركيا ستختار الطرف الذي سيهدم كل ما تم بنائه وسيقضي على كل ما تم تحقيقه من إنجازات. أقول للمنتخبين صوتوا لما تعتقدون انه الأفضل لتركيا ولكم، وصوتوا وانت تعلمون ان هنالك يوم حساب سوف تحاسبون عن امانة اصواتكم.

في 10 سنين رأينا من الإنجازات ما تقف له العقول مبهورة، رأينا التطور في المواصلات والسياسة الداخلية والخارجية للبلاد. رئينا الخطوات الثابتة والدرجات العالية في نقل الشعب من مجتمع آيل للانهيار الى ما نحن عليه. تم نقل الشعب بالطائرات، ودخلت القطارات في الخدمة، حتى رأينا قطار مرمراي الذي وصل بين إسطنبول الأسيوية والأوروبية، رأينا جمال المدن، انخفضت الفوائد، تم دفع ديون الدولة للبنك الدولي، دفعت الرواتب، ورقّيت الليرة التركية، استقرت الحياة، وقلت البيروقراطية الفاسدة. وتم القضاء على معظم مشاكل العسكر والجماعات والإعلام والرأس مالية والوساطات، تم إنشاء لكل مدينة جامعة ومطار، ونشر السلام حتى أصبح الشباب يعيش من غير أن يتحتّم عليهم الموت وهم في مُقتبل العمر. وأهم ما حصل أنا تصالحتا مع تاريخنا العريق المجيد......القائمة تطول وتطول.

لن يفهم كل هذا الكلام إلا من عاش ويلات الانقلابات ولحظات الإنهيار الإقتصادي، ولن يفهم هذه النعم إلا من عاش العمر الطويل ورأى ما هي المعاناة التي خرجنا منها. فبدون المقارنة بين ما كان في السابق وبين ما حققته الحكومات القليلة السابقة فإننا سنكون ظالمين بالحكم لأننا لا نرى الصورة ضمن سياقها الحقيقي. فالخدمات التي قُدّمت لهذا الشعب هي خدمات للأمة ونجاحات تركيا هي نجاحات للعالم الإسلامي، وهي نصر للمظلومين، فقوتنا هي قوة للشعب الفلسطيني، وهي نصر للمُتهضين في بورما، وللمكلومين في الصومال.

لقد أصبحت تركيا علامة فارقة في السياسة العالمية، لها كلمتها وتأثيرها الإيجابي على كل الساحات، حتى أن إسرائيل التي يخاف منها الكل أصبحت تحسب كل الحسابات لسياسات أنقرة. ونحن بفضل الله لم نعد دولة مقلدة ومستهلكة، لقد أصبحنا دولة منتجة وعملية قائمة على العمارة والبناء حتى أصبحنا في طليعة الأمم. فمن الدبابات الى الطيارات وحتى أبحاث الفضاء. لقد أصبحنا أمة تأكل مما تصنع وتحصد ما تزرع.

أرجوكم لا ترموا بأصواتكم الى الصناديق، بل استخدموها بحقها. عندما تأخذوا الأصوات تذكروا أطفالكم وأحفادكم، تذكروا مستقبلهم ورفاهيتهم وسعادتهم وأمانهم، تذكروا كل ذلك قبل أن تدلوا بأصواتكم. كل صوت لا يمثل فقط مسؤولية واحدة وإنما 100 مسؤولية، لا تكونوا حيارى، لا تقاطعوا الانتخابات لأنكم متخاصمين مع شخص، بل كونوا إيجابيين ودلوا بأصواتكم وأنتم تستحضرون كل هذا.

وأفضل معيار يمكن استخدامه هو الضمير، استمعوا لضمائركم، لوجدانكم، اسئلوا قلوبكم. في السابق قرار واحد خاطئ كلفنا إمبراطورية بأكملها واليوم نحن بتركيا المعاصرة، تركيا النهضة، فلا تلقوا التفاحة الحمراء من ايديكم، بل حافظوا عليها، فاليوم هو يوم التوحد والتعاضد من أجل تركيا.

 فهدفنا وغايتنا وآمالنا: هو إنسان نخب أول، شعب نخب أول، ودولة نخب أول، فلننظر من يستطيع أن يُقدم لنا هذا، ولنعطي الأمانة لأهلها مستحضرين حديت حبيبنا النبي صلى الله عليه وسلّم حينما سؤل متى الساعة فقال بأن الساعة تقوم عندما لا تُردّ الأمانات لأهلها.

عن الكاتب

رحيم إر

كاتب في صحيفة تركيا


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس