إردال تاناس كاراغول - يني شفق

نعيش اليوم في فترة تتزايد فيها الانتقادات الموجهة للمؤسسات الدولية بشكل مستمر، كما يتم التعبير عن الحاجة إلى التغيير والإصلاح بشكل واضح، وذلك لأن ظروف تأسيس المؤسسات الدولية تلك لا تشبه ظروف اليوم؛ ومن أهم الاختلافات تغير الثقل الاقتصادي للدول التي كانت فعالة في هذه المؤسسات عقب الحرب العالمية الثانية، كما أن حصة الدول النامية في الناتج المحلي الإجمالي العالمي وكذلك عدد سكانها وحصتها من التجارة العالمية، وبالتالي تمثيلها آخذ في الازدياد. ولذلك باتت الحاجة ملحة إلى إصلاح المؤسسات الدولية، بما في ذلك مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

هناك أيضًا مطالب بإصلاح المؤسسات الاقتصادية لتحقيق الأهداف التي أنشئت من أجلها، مثل صندوق النقد الدولي الذي يهدف إلى مساعدة الدول في مواجهة الأزمات الاقتصادية والمالية، وتعزيز التعاون النقدي العالمي، وضمان الاستقرار المالي، وتسهيل التجارة الدولية. وكذلك البنك الدولي الذي يوفر تمويلًا طويل الأجل لاستثمارات البنى التحتية للدول، وتقديم الدعم للتنمية، ويدعم جهود الحد من الفقر.

وإصلاح مؤسسة صندوق النقد الدولي له أهمية على وجه الخصوص لرفع النظرة السلبية حول صندوق النقد، والتي تُعزى إلى الآثار السلبية التي تتسبب بها سياساته الاقتصادية على اقتصاد الدول. كما سيؤدي منح الدول النامية مزيدًا من الصلاحيات وحق المشاركة في أخذ القرار، وتطبيق سياسات هذه المؤسسات وفقًا لظروف الدول واحتياجاتها، سيؤدي إلى تقبل المؤسسات والوثوق بها، وهذا يُعتبر خطوة مهمة للاقتصاد العالمي.

ومن المهم أيضًا كسر المفهوم السائد بأن المؤسسات الدولية هي مؤسسات الدول التي انتصرت في الحرب العالمية الثانية فقط، فهذا مهم للحفاظ على مصداقية هذه المؤسسات. لذلك من الضروري إعادة النظر في جميع المؤسسات الدولية دون تأخير، مع مراعاة حق التمثيل وفقًا للظروف الاقتصادية والسياسية الحالية في العالم.

الرئيس أردوغان: "العالم أكبر من خمسة"

كان بيان الرئيس أردوغان في الجمعية العامة للأمم المتحدة: "لقد أصبح مجلس الأمن الآن ساحة صراع للاستراتيجيات السياسية لخمسة دول، وليس ضمانًا للأمن العالمي" تعبيرًا واضحًا عن الحاجة إلى التغيير.

بالإضافة إلى ذلك فإن تأكيد الرئيس أردوغان في المجالس العامة السابقة والحديثة للجمعية العامة على ضرورة زيادة عدد أعضاء مجلس الأمن الدائمين البالغ عددهم 5 حاليًا وإجراء إصلاحات في المنظمة أصبح الآن أحد أهم الموضوعات على جدول أعمال العالم.

يُلاحظ أن عبارة الرئيس أردوغان "العالم أكبر من خمسة" التي يستخدمها كثيرًا كانت أكثر خطابات الجمعية العامة تصفيقًا، مما يعكس أيضًا رأي أغلب الدول.

عن الكاتب

إردال تاناس كاراغول

كاتب في صحيفة يني شفق


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس