نهال بينغيسو قراجة - خبر تورك - ترجمة وتحرير ترك برس

أكدت التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية هاكان فيدان في الدوحة مرة أخرى على عزم تركيا في مكافحة الإرهاب، كما ذكرت بثقل الدولة وجديتها على الساحة الدولية. استخدم فيدان تعبيرًا واضحًا للغاية بشأن نشاط حزب العمال الكردستاني في سوريا، قائلًا: "كما تم إخراج داعش من النظام، سيتم إخراج حزب العمال الكردستاني أيضًا. إما أن ينسحب سلميًا برضاه، أو سيتم إخراجه بطريقة أخرى".

هذه الكلمات ليست تهديدًا بقدر ما هي إعلان لعزم تركيا على إعادة تشكيل الوضع الإقليمي وفقًا لأولوياتها الأمنية.

كما أن تأكيد فيدان على وحدة الأراضي السورية يُظهر مرة أخرى الخطوط الحمراء المرسومة ضد أي محاولات لإنشاء هياكل فيدرالية أو مستقلة.

يجب قراءة هذه التصريحات ليس فقط كسياسة أمنية، ولكن أيضًا كجهد من تركيا لإعادة فرض ثقلها في ساحة متعددة الأطراف. ومع ذلك، فإن هذا الخطاب السياسي الخارجي ليس بمنأى تمامًا عن منطقة توتر أخرى تتقاطع مع المناخ السياسي الداخلي.

المناخ المتوتر بسبب الإجراءات القضائية ضد إمام أوغلو تحول في مرحلة ما إلى جدال بين هكان فيدان ورئيس حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزل حول "اعرف حدك". حتى المعارضون الذين كانوا ينظرون إلى موقفه الموضوعي والدبلوماسي بتقدير محرج، أصبحوا الآن بسبب هذا التصدع يضعون فيدان مباشرة في مرمى النيران. في بعض الأحيان يتم محاسبة فيدان على مزاعم صحفي قبرصي، وفي أحيان أخرى على مواقف الجمهوريات التركية في القضية القبرصية.

كما هو معروف، أعلنت خمس دول، وهي تركمانستان وكازاخستان وأوزبكستان مع انضمام قيرغيزستان وطاجيكستان، أنها ستلتزم بقرارات الأمم المتحدة رقم 541 و550، أي أنها لن تعترف بجمهورية شمال قبرص التركية وستعترف بقبرص الجنوبية كدولة شرعية.

هذه الخطوة تسببت في خيبة أمل عميقة في الرأي العام التركي.

رد وزير الخارجية هاكان فيدان على الانتقادات زاد من حدة الانتقادات: "نحن لا نناقش القضايا العائلية أمام الرأي العام".

هناك جانب من الصحة في الانتقادات لأن مثل هذه الضربة من الجمهوريات التركية تحتاج إلى تفسير، والجهة التي يجب أن تقدم التفسير هي بطبيعة الحال الخارجية.

ومع ذلك، فإن نهج فيدان ليس موقفًا فرديًا؛ بل هو مظهر لفهم إدارة الأزمات المغلق الذي تتبناه رئاسة النظام الحكومي في السياسة الخارجية. في تركيا، يتم تنفيذ السياسة الخارجية منذ فترة طويلة خلف الأبواب المغلقة تحت ذريعة "المصلحة العليا"، وليس بشفافية مع الرأي العام الداخلي. يتشكل موقف فيدان أيضًا في إطار حدود هذا النظام، وبالتالي لا يمكنه تقديم إجابة مباشرة لردود فعل الرأي العام.

بالطبع، يجب أن نرى أيضًا:

الشعب لا يكتم مشاعره.

عندما لا يحصل على التفسير الذي يتوقعه، يعبر عن خيبة أمله بطرق أخرى.

عندما يتزعزع خطاب الأخوة مع العالم التركي، تبدأ المعتقدات القديمة في المجتمع في التساؤل.

التعليقات الساخرة المنتشرة هذه الأيام تظهر هذا بوضوح:

"هل يجب أن نقول الآن 'ليس للأتراك أصدقاء إلا الأكراد'؟"

هذه الأنواع من الأسئلة هي تعبير عن خيبة الأمل التي يعيشها الشعب.

ولكن يجب ألا ننسى أن وزير الخارجية لا يملك مثل هذه الرفاهية.

لا يمكنه التحدث بسخرية. لا يمكنه التحدث برد فعل.

الدبلوماسية لا تُدار بالعواطف، بل بعقل الدولة.

ولهذا السبب بالذات، يجب قراءة الأحداث ليس بالمواقف الفردية، بل بنتائج نموذج هيكلي.

وبالطبع دون أن ننسى...

لا يمكن لأهداف الاستقرار الإقليمي والسلام الدائم والأمن الوطني أن تكتسب معناها الحقيقي إلا من خلال النجاحات العسكرية فحسب، بل أيضًا من خلال الشرعية الدبلوماسية والتوافق المجتمعي الذي يتم تحقيقه في الداخل.

ربما علينا أن نسأل أنفسنا أولاً هذا السؤال:

هل يمكن لتركيا أن تحقق سلامًا وتوازنًا دائمًا حقًا في المنطقة دون إقامة العدل والسلام داخليًا؟

أكثر ما تحتاجه تركيا اليوم هو إعادة إحياء احترام الديناميكيات الداخلية للديمقراطية متعددة الأحزاب.

يمكن الحفاظ على جوهر الديمقراطية من خلال تذكر أن الشرعية ليست فقط للحكومة، بل للجميع.

لهذا السبب، يجب ألا يظهر فهم سياسي يحاول سحق المعارضة أو إعلانها غير شرعية، بل آلية تفتح مجالًا لوجود المعارضة.

ما سيجذر السلام ليس النجاحات العسكرية أو الدبلوماسية فقط، بل المناخ الديمقراطي الذي يمكن فيه لكل لون في المجتمع التعبير عن نفسه بحرية.

عن الكاتب

نهال بينغيسو قراجة

كاتبة في موقع خبر تورك


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس