ترك برس
في عام 2021، انضمت عربكير (Arapgir) إلى شبكة Cittaslow الدولية، لتصبح أول مقاطعة في ملاطيا تُمنح لقب "المدينة البطيئة". لكنها ليست مجرد مدينة هادئة، بل وجهة تحمل بين أزقتها وأسواقها قصصاً تمتد لآلاف السنين.

من طريق الحرير إلى الإمبراطورية العثمانية

تشير الروايات إلى أن أول استيطان في عربكير يعود إلى حوالي عام 1200 قبل الميلاد. وعلى مرّ القرون، تعاقبت عليها حضارات مختلفة قبل أن تندمج كلياً في الإمبراطورية العثمانية بعد معركة جالديران عام 1515. وتحوّلت لاحقاً إلى محطة مهمة على طريق الحرير، حيث ازدهرت التجارة والثقافة. ومن أبرز شواهد تلك الحقبة خان ميليت (Millet Han)، الذي بُني في القرن التاسع عشر كمركز تجاري، ويعمل اليوم كفندق فخم يروي ماضيه عبر جدرانه العتيقة.

تراث معماري غني

تضم المدينة إرثاً معمارياً فريداً، من بينها مسجد عربكير أولو من العصر الإلخاني في القرن الرابع عشر، ومسجد غومروكشو عثمان باشا بزخارفه وقبته الوحيدة التي تعكس روعة العمارة العثمانية. كما تنتشر في عربكير بيوت وقصور تاريخية تضفي جمالاً خاصاً على نسيجها العمراني، مثل: بيت بكير سيريم تان، وقصر بيلر، وقصر شوبانلي، وقصر هاسي إميروغولاري، وقصر راسم كاشكالوغلو. وتكتمل الصورة بجسري ميدان وكالي، المبنيين على مجرى كوزلوك، واللذين يضيفان لمسة من الأناقة إلى المشهد التاريخي.

طبيعة تأسر العدسات

بعيداً عن عبق التاريخ، تُقدّم عربكير لزوارها طبيعة خلابة، أبرزها وادي مجرى كوزلوك، الذي يجذب عشاق التنزه والتخييم والتصوير الفوتوغرافي. فالمنطقة تُعتبر لوحة طبيعية نابضة بالحياة، تجمع بين جمال الجبال وصفاء المياه.

مطبخ فريد ونكهات لا تُنسى

إلى جانب ما تزخر به من آثار وطبيعة، تشتهر عربكير بمذاقاتها الفريدة، وعلى رأسها كباب التندوري المطهو ببطء على خشب البلوط. وتتميّز أيضاً بزراعة عنب "كوهنو" (Köhnü) النادر، الذي يُستخدم كمائدة وكعنب نبيذ ولا ينمو في أي مكان آخر بالعالم. أما الريحان الأرجواني (Arapgir Mor Reyhanı) فقد حصل بدوره على تسجيل مؤشر جغرافي، ليصبح رمزاً آخر لهوية المدينة ونكهتها المميزة.

وجهة هادئة بروح متعددة الأبعاد

بين أصالة الماضي وروعة الطبيعة وتنوع المذاقات، تُقدّم عربكير تجربة متكاملة للزائر الباحث عن الهدوء والثقافة والتاريخ في آن واحد. إنها مدينة تروي حكايةً خاصة من الشرق الأناضولي، حيث يلتقي النسيج العثماني بعبق طريق الحرير وسحر الطبيعة وأصالة المطبخ المحلي.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!