ترك برس

أعلنت وزارة الدفاع التركية انطلاق تصنيع أول غواصة محلية ضمن مشروع "ميلدن"، في خطوة تعزز قدرات البلاد البحرية وتعمّق استقلالها الدفاعي. وجاء ذلك بالتزامن مع إتمام أنقرة أول صفقة بحرية من نوعها مع عضو في حلف الناتو، بعد توقيع اتفاق لتصدير سفينة حربية إلى رومانيا عبر مؤسسة "أسفات".

وقالت الوزارة، في إفادة أسبوعية، إن إدارة المصانع العسكرية وأحواض بناء السفن (أسفات) التي تعمل تحت إشراف الوزارة أبرمت صفقة مع وزارة الدفاع الرومانية لتصدير سفينة حربية في أول عملية بيع من نوعها تجريها تركيا مع عضو بحلف شمال الأطلسي، بحسب ما أورده موقع "الجزيرة نت".

تطور الصناعات الدفاعية

وأضافت وزارة الدفاع "بعد بناء الكتلة الأولى من المدمرة البحرية للدفاع الجوي تي.إف – 2000 في قيادة ترسانة إسطنبول البحرية، بدأ بناء أول كتلة اختبارية لغواصتنا الوطنية "ميلدن" في قيادة ترسانة قولجوك البحرية".

وقالت تركيا -العضو في حلف الناتو- الأسبوع الماضي إن المتعاقدين بدؤوا تصنيع المدمرة البحرية للدفاع الجوي محلية الصنع "تي إف – 2000″، والتي ستشكل جزءا من منظومة "القبة الفولاذية" للدفاع الجوي المخطط لها، حيث عززت أنقرة إنتاج الصناعات الدفاعية وخفّضت الاعتماد على المزودين الأجانب.

شهدت الصناعات الدفاعية التركية خلال السنوات الأخيرة نموا متسارعا وضعها ضمن أبرز اللاعبين الصاعدين عالميا في هذا المجال، مدفوعة بسياسات حكومية تهدف إلى خفض الاعتماد على الخارج وتعزيز الاكتفاء الذاتي.

فقد ارتفع معدل الاكتفاء المحلي في الصناعات الدفاعية من نحو 20% قبل عقدين إلى ما يزيد على 80% في الوقت الراهن، وفق البيانات الرسمية، مع توسع كبير في الإنتاج المحلي لمنظومات متنوعة تشمل المسيرات، والسفن الحربية، والصواريخ، والرادارات، وأنظمة الحرب الإلكترونية.

وتُعد الطائرات المسيّرة التركية –مثل "بيرقدار تي بي 2" و"أقينجي"– أحد أبرز قصص النجاح، إذ أصبحت مطلوبة في عشرات الدول، وغيّرت معادلات ميدانية في أكثر من ساحة. كما طورت أنقرة خلال السنوات الماضية قدراتها البحرية عبر تصنيع فرقاطات "ميلغم"، والغواصات الجديدة، والمدمرات قيد التطوير وفي مقدمتها "TF-2000".

في قطاع الدفاع الجوي، أطلقت تركيا برامج محلية مثل منظومات "حصار" و"سيبَر"، وتعمل على مشروع "القبة الفولاذية" متعددة الطبقات. وارتفعت صادرات قطاع الدفاع والطيران لأكثر من 7 مليارات دولار عام 2024 مقارنة بـ2.2 مليار دولار فقط عام 2020، في مؤشر على تسارع القدرة التنافسية للمنتجات التركية في الأسواق العالمية.

وتشير هذه التطورات مجتمعة إلى تحول تركيا خلال فترة قصيرة من مستورد كبير للأنظمة الحيوية إلى دولة مصنّعة ومصدّرة لأنظمة متقدمة، تسعى إلى توسيع حصتها في الأسواق الدفاعية الدولية وتحقيق استقلال إستراتيجي في مجال التسليح.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!