طه أوزهان - صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس

منذ عام 2002 والحديث عن الائتلاف والتحالف على المستوى السياسي من اجل حكومة او مشروع سياسي او حتى على المستوى الاجتماعي بات في عداد النسيان؛ لان الانتصارات المتكررة والمستمرة لحزب العدالة والتنمية جعلت من الحكم لجهة واحدة؛ مما ترك الحديث عن أي تحالف في أي مستوى يبدو وكأنه كلام فارغ ولا معنى له. بينما نرى اليوم اننا بتنا في حاجة ماسة الى تحالف قد لا يكون في المستوى السياسي ولكن بالتأكيد نحن بحاجة له على المستوى الاجتماعي.

بعد الانتخابات الأخيرة وما رأيناه في تكوين المجلس البرلماني وانتخاب رئيسه عناصره، بات يؤكد بان الكلام عن صلح فقط على المستوى الاجتماعي قد يعتبر من السذاجة؛ فان كان لا بد من صلح يجب ان يكون كذلك على المستوى السياسي؛ فالحسابات البرلمانية أظهرت ان اعتراض 60% يعني حساسية حقيقة أدت الى هذا الاحتقان الخطير، لكن في المقابل ظهرت لحظات هنا وهناك اشارت الى ان إمكانية تليين وترطيب الأمور واردة.

وظهر الاحتقان الخطير كذلك في جولات البحث عن حكومة ائتلافية، فالأحزاب المعارضة من الحزب الجمهوري الى الحزب القومي وحزب الشعوب الديمقراطية اثاروا ان يختاروا شيطنة حزب العدالة والتنمية على ان يعتبروا أنفسهم منافسين واندادا له.

في المرحلة القادمة قد يكون العنوان هو انتخابات جديدة لكن الذي يجب ان يكون هو مرحلة جديدة تبحث فيها الأطراف عن الصلح الاجتماعي والسياسي، ومن اجل الوصول الى نتائج حقيقية في هذا المسعى، يجب على كل الاحزاب إعادة وضع الخطوط الأساسية لسياساتها وتعاملها مع الأحزاب الأخرى والشعب التركي، وعلى راس هذه الأمور التي يجب مراجعتها للقضاء عليها هو السعي الدؤوب لأحزاب المعارضة في شيطنة حزب العدالة والتنمية.

من بداية الالفية الجديدة وحتى يومنا هذا تُعتبر السيطرة المطلقة لحزب العدالة والتنمية على مقاليد السياسية هو الاحدث الأبرز في السياسية التركية، الامر الذي دفع أحزاب المعارضة الى تغيير بوصلة التنافس الى بوصلة الكره؛ الذي دفعهم الى شيطنة الحزب من ثم الى شخصنة هذا الكره وتحويل اردوغان الى العدو والشيطان الأكبر. كل هذا وأكثر لا يحتاج الى جلسات من اجل تحالف سياسي او ما شابهه؛ بل يحتاج الى مراجعة الحسابات بشكل عميق وصادق من اجل إعادة السياسة التركية الى مجاريها النظيفة الصافية.

عن الكاتب

طه أوزهان

أكاديمي وكاتب أسبوعي في عدد من الصحف التركية والعالمية.


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس